كان محمد مهدي الجواهري بطل للعديد من المواقف الاجتماعية والسياسية فعندما كتب الجواهري قصيدة (هاشم الوترى) أخبر زوجته بأنها يجب أن تنساه لأنه سيعدم بعدها فعظمة هذه القصيدة ليست في كونها هجائية وحسب وإنما لانها القيت أمام رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد...
يتبجَّحُونَ بأنَّ موجاً طاغياً
سَدُّوا عليهِ مَنافذاً ومَساربا
كَذِبوا فملءُ فمِ الزّمان قصائدي
أبداً تجوبُ مَشارقاً ومغاربا
تستَلُّ من أظفارِهم وتحطُّ من
أقدارِهمْ، وتثلُّ مجداً كاذباً
أنا حتفُهم ألِجُ البيوتَ عليهم ُ
أُغري الوليدَ بشتمهمْ والحاجبا
خسئوا: فَلْمْ تَزَلِ الرّجولةُ حُرَّةً
تأبى لها غيرَ الأمائِلِ خاطبا
والأمثلونَ همُ السَّوادُ، فديتُهمْ
بالأرذلينَ من الشُراةِ مَناصبا
بمُمَلِّكينَ الأجنبيَّ نفوسَهُمْ
ومُصَعِّدينَ على الجُموعِ مَناكبا
أعلِمتَ هاشمُ أيُّ وَقْدٍ جاحمٍ
هذا الأديمُ تَراهُ نِضواً شاحبا؟
أنا ذا أمامَكَ ماثلاً متَجبِّراً
أطأ الطُغاة بشسعِ نعليَ عازبا
وأمُطُّ من شفتيَّ هُزءاً أنْ أرى
عُفْرَ الجباهِ على الحياةِ تكالُبا