السيرة التفصيلية للعلامة الشهيد محمد باقر الصدر (1935-1980)
الميلاد والنشأة
وُلِد السيد محمد باقر الصدر في 25 ذو القعدة 1353هـ / 1 مارس 1935م في الكاظمية، العراق، لعائلة علمية معروفة بالاجتهاد والفقه. كان والده السيد حيدر الصدر من العلماء البارزين، لكنه توفي وهو طفل، فتكفلت والدته بتربيته مع أخيه الأكبر السيد إسماعيل الصدر.
طلبه للعلم وتطوره العلمي
بدأ دراسة العلوم الدينية في سن مبكرة في الكاظمية.
انتقل إلى النجف الأشرف في سن العاشرة لاستكمال دراسته الحوزوية.
أصبح مجتهدًا وهو في سن المراهقة، وهو أمر نادر جدًا.
تتلمذ على يد كبار العلماء، منهم:
السيد أبو القاسم الخوئي
الشيخ محمد رضا آل ياسين (زوج أخته)
مكانته العلمية والفكرية
برز السيد محمد باقر الصدر كمفكر إسلامي بارع، وكان له دور في تطوير الفقه، الأصول، والفكر الإسلامي الحديث.
أهم إنجازاته العلمية والفكرية
1. في الفقه والأصول:
ألّف كتاب "بحوث في علم الأصول"، الذي يُعد من أبرز المراجع الأصولية.
وضع أسس منهجية جديدة في الاجتهاد الفقهي.
2. في الفلسفة الإسلامية والمقارنة:
كتاب "فلسفتنا": رد على الفلسفات المادية (الماركسية والرأسمالية).
3. في الاقتصاد الإسلامي:
كتاب "اقتصادنا": قدم فيه رؤية إسلامية للاقتصاد، حيث ناقش الاشتراكية والرأسمالية من منظور إسلامي، ووضع تصورًا لنظام اقتصادي قائم على العدالة الاجتماعية.
4. في تفسير التاريخ والمجتمع:
كتاب "الأسس المنطقية للاستقراء": يُعد إسهامًا بارزًا في فلسفة المعرفة والاستدلال العلمي.
5. في السياسة والفكر الإسلامي:
كتاب "الإسلام يقود الحياة": يعرض مشروعًا لنظام الحكم الإسلامي.
دوره في الحوزة العلمية
كان من دعاة إصلاح الحوزة العلمية وتطوير مناهجها.
دعم فكرة إقامة دولة إسلامية تعتمد على الفقه الإسلامي.
أسس حركة فكرية شبابية لنشر الإسلام ومواجهة الأفكار الماركسية والرأسمالية.
موقفه السياسي ومواجهته لنظام صدام حسين
عارض بشدة نظام حزب البعث في العراق بسبب توجهاته العلمانية والديكتاتورية.
دعم الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني.
دعا الشعب العراقي إلى الانتفاض ضد الظلم والاستبداد.
كتب عدة بيانات سياسية، منها "نداء إلى الشعب العراقي"، الذي دعا فيه إلى رفض الظلم والتبعية الأجنبية.
اعتقاله واستشهاده
بسبب نشاطه السياسي، اعتقله نظام صدام حسين في 5 أبريل 1980م مع أخته العالمة المفكرة بنت الهدى.
تعرض لأشد أنواع التعذيب في سجن البعث.
أُعدم رميًا بالرصاص في 9 أبريل 1980م بأمر مباشر من صدام حسين.
تم دفنه سرًا في النجف الأشرف، ولم يُعرف قبره إلا بعد سقوط نظام البعث.
إرثه وتأثيره
ترك أثرًا فكريًا عميقًا في الفقه والفلسفة والسياسة.
تُعتبر أفكاره حجر الأساس للكثير من الحركات الإسلامية في العراق وخارجه.
لا تزال كتبه تُدرَّس في الحوزات العلمية والجامعات الإسلامية حول العالم.
الخاتمة
السيد محمد باقر الصدر كان نموذجًا للعالم المجتهد، الفيلسوف، والمصلح السياسي. جمع بين العلم والعمل، الفكر والجهاد، وكان استشهاده دليلًا على صلابته في مواجهة الظلم. لا تزال أفكاره تلهم الأجيال في بناء مستقبل قائم على العدالة الإسلامية و يعد من أكبر علماء المسلمين .