09.05.202508:25
رسالة بعد عام من الطوفان (ج١ و٢ و٣ و٤)
+ رسالة التعليق على عملية جباليا الثالثة
+ رسالة لماذا طال أمد الحرب ١
+ رسالة لماذا طال أمد الحرب ٢
+ رسالة { إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
لفضيلة الشيخ د. رامي بن محمد الدالي –حفظه الله ونفع بعلمه–
+ رسالة التعليق على عملية جباليا الثالثة
+ رسالة لماذا طال أمد الحرب ١
+ رسالة لماذا طال أمد الحرب ٢
+ رسالة { إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
لفضيلة الشيخ د. رامي بن محمد الدالي –حفظه الله ونفع بعلمه–
06.05.202519:05
الثاني: أن الله عز وجل يريد أن يعلّمنا التوكّل، ولم يزل من أول الحرب يُخوّفنا ثم يردّ عنا ويزيدنا تخويفا ليزيدنا توكّلاً، وقد رأينا من ذلك عجباً من أول الحرب، فأيّ قوة تلك التي نمتلكها في غزة تقدر أن ترد عنّا قوة الجيش الذي يُرعِب الأمّة كلّها ببطشه وجبروته أكثر من سنة ونصف ثمّ بعد ذلك يريدون أن نخاف منه الآن؟!
والله إنّ صفة إيمانيّة واحدة نكسبها ويغرسها المولى عز وجل في قلوبنا لهِي خير من الدنيا وما فيها، فما بالكم بصفة التوكل التي هي من أهم مظاهر التوحيد الخالص الذي هو أسمى درجات الإيمان وغاية المقصود من العبادة القلبيّة والبدنيّة.
ولذلك نلاحظ أنّ الله تعالى ما فتح على النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين الخُلَّص الفتح الكبير فتح مكة إلا بعد أن غرس في قلوبهم التوكل غرساً حيث هزم المشركين في معركة الأحزاب وحده بعد أن جمعوا كلّ كيدهم وأخافوا المؤمنين خوفاً عظيماً ليرسّخ الله عند المؤمنين أنّ الأمر كله بيده وحده سبحانه، وقد التقط النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عن ربّه ورسّخه في قلوب الصحابة رضي الله عنهم فكان يردّد دائماً: "وهَزَم الأحزاب وحده" (متفق عليه)، فلمّا علموا أنّهم ليس لهم من الأمر شيء وأنّ الأمر كلّه لله ورسخت أقدامهم في مقام التوكل الكامل على الله تعالى والتبرّؤ التامّ من حَولهم وقوّتهم استحقّوا التمكين التامّ بفتح مكة.
وفي هذه الحرب يتكرّر الشيء نفسه بما أذهل العالم كلّه، فوالله إنّ الله تعالى هو الذي يهزم اليهود وحده، وما أبطالُنا إلا سِتارٌ لقَدَره تعالى يؤدّون الواجب الذي عليهم ليرتفعوا بذلك ويتشرّفوا به ويُشرّفوا أمّتهم كلّها فقط، أما النتائج المذهلة التي هي أكبر من قدراتهم وطاقتهم بكثير فهي من الله تعالى وحده ليُرسّخ فينا معنى التوكل التامّ عليه سبحانه وأنّه ليس علينا إلا العمل فقط بقدر المتاح كما في حفر الخندق، وما يزيد اليهود في تخويفنا في هذه المرحلة إلا ليزيدنا الله سبحانه توكّلا عليه تمهيداً لما وعدنا به من وعد الآخرة ودخول المسجد الأقصى الذي صار أقرب ما يكون خلال السنوات العشر القادمة بإذن الله تعالى كما بيّنت في مبحث: (بعد عام من الطوفان).
ونحن إنما نرصُد الحاضر بمِنظار المستقبل الذي أضاءه لنا الوحي وبيّنه فيكتمل المشهد عندنا وتتجلَّى لنا حقيقة الحاضر الخافية ونكون فيه على بينة وطمأنينة قد يستغربها من لا ينظر إلّا إلى مواقع قدَمَيه.
الثالث: غزّة خير الرّباط كما في الحديث المرفوع: "أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلَانُ" (رواه الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني).
وغزّة من قضاء عسقلان وتابعة لها فالرباط فيها مثال أعلى للأمة، وما جُعِل كذلك فهو مؤيَّد من الله تعالى يُقصد به إحياء الأمة ورفع معنوياتها بالنصر والتأييد لا إماتتها وتحطيم معنوياتها بالهزيمة والانكسار، وهذا ظنّنا الحَسَن بالله تعالى الذي لا يَخيب بإذن الله.
ويُرسِّخ ذلك ما وعدَنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الخلافة والسيادة ووعَد به اليهود من الهلاك والتّتْبير وما أبلانا الله منه سبحانه وعوّدَنا عليه من بلاء حَسَن طوال الفترة السابقة للحرب، والكريم سبحانه ما أمدّنا وأيّدنا طوال هذه المدة ليكسرنا بعد ذلك ويكسر بنا قلوب خيار عباده في بقاع الأرض، بل ليجعلنا مَثَلاً تحيا به الأمّة وتنهض من جديد وليُصَدِّق وعْده ووعْد نبيّه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
اللهم استر عوراتنا وآمِن روعاتنا، اللهم إنا نجعلك في نحور اليهود ونعوذ بك من شرورهم، اللهم اكفناهم بما شئت وكُفّ عنّا بأسهم.
والحمد لله رب العالمين.
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
الثلاثاء ٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ
الموافق ٦/ ٥/ ٢٠٢٥م
والله إنّ صفة إيمانيّة واحدة نكسبها ويغرسها المولى عز وجل في قلوبنا لهِي خير من الدنيا وما فيها، فما بالكم بصفة التوكل التي هي من أهم مظاهر التوحيد الخالص الذي هو أسمى درجات الإيمان وغاية المقصود من العبادة القلبيّة والبدنيّة.
ولذلك نلاحظ أنّ الله تعالى ما فتح على النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين الخُلَّص الفتح الكبير فتح مكة إلا بعد أن غرس في قلوبهم التوكل غرساً حيث هزم المشركين في معركة الأحزاب وحده بعد أن جمعوا كلّ كيدهم وأخافوا المؤمنين خوفاً عظيماً ليرسّخ الله عند المؤمنين أنّ الأمر كله بيده وحده سبحانه، وقد التقط النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عن ربّه ورسّخه في قلوب الصحابة رضي الله عنهم فكان يردّد دائماً: "وهَزَم الأحزاب وحده" (متفق عليه)، فلمّا علموا أنّهم ليس لهم من الأمر شيء وأنّ الأمر كلّه لله ورسخت أقدامهم في مقام التوكل الكامل على الله تعالى والتبرّؤ التامّ من حَولهم وقوّتهم استحقّوا التمكين التامّ بفتح مكة.
وفي هذه الحرب يتكرّر الشيء نفسه بما أذهل العالم كلّه، فوالله إنّ الله تعالى هو الذي يهزم اليهود وحده، وما أبطالُنا إلا سِتارٌ لقَدَره تعالى يؤدّون الواجب الذي عليهم ليرتفعوا بذلك ويتشرّفوا به ويُشرّفوا أمّتهم كلّها فقط، أما النتائج المذهلة التي هي أكبر من قدراتهم وطاقتهم بكثير فهي من الله تعالى وحده ليُرسّخ فينا معنى التوكل التامّ عليه سبحانه وأنّه ليس علينا إلا العمل فقط بقدر المتاح كما في حفر الخندق، وما يزيد اليهود في تخويفنا في هذه المرحلة إلا ليزيدنا الله سبحانه توكّلا عليه تمهيداً لما وعدنا به من وعد الآخرة ودخول المسجد الأقصى الذي صار أقرب ما يكون خلال السنوات العشر القادمة بإذن الله تعالى كما بيّنت في مبحث: (بعد عام من الطوفان).
ونحن إنما نرصُد الحاضر بمِنظار المستقبل الذي أضاءه لنا الوحي وبيّنه فيكتمل المشهد عندنا وتتجلَّى لنا حقيقة الحاضر الخافية ونكون فيه على بينة وطمأنينة قد يستغربها من لا ينظر إلّا إلى مواقع قدَمَيه.
الثالث: غزّة خير الرّباط كما في الحديث المرفوع: "أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلَانُ" (رواه الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني).
وغزّة من قضاء عسقلان وتابعة لها فالرباط فيها مثال أعلى للأمة، وما جُعِل كذلك فهو مؤيَّد من الله تعالى يُقصد به إحياء الأمة ورفع معنوياتها بالنصر والتأييد لا إماتتها وتحطيم معنوياتها بالهزيمة والانكسار، وهذا ظنّنا الحَسَن بالله تعالى الذي لا يَخيب بإذن الله.
ويُرسِّخ ذلك ما وعدَنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الخلافة والسيادة ووعَد به اليهود من الهلاك والتّتْبير وما أبلانا الله منه سبحانه وعوّدَنا عليه من بلاء حَسَن طوال الفترة السابقة للحرب، والكريم سبحانه ما أمدّنا وأيّدنا طوال هذه المدة ليكسرنا بعد ذلك ويكسر بنا قلوب خيار عباده في بقاع الأرض، بل ليجعلنا مَثَلاً تحيا به الأمّة وتنهض من جديد وليُصَدِّق وعْده ووعْد نبيّه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
اللهم استر عوراتنا وآمِن روعاتنا، اللهم إنا نجعلك في نحور اليهود ونعوذ بك من شرورهم، اللهم اكفناهم بما شئت وكُفّ عنّا بأسهم.
والحمد لله رب العالمين.
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
الثلاثاء ٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ
الموافق ٦/ ٥/ ٢٠٢٥م
02.05.202517:18
لماذا طال أمد الحرب؟ (2)
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي –حفظه الله ونفع بعلمه–
رابط الجزء الأول/ https://t.me/ramydaly/5996
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي –حفظه الله ونفع بعلمه–
رابط الجزء الأول/ https://t.me/ramydaly/5996
24.04.202517:01
لماذا طال أمد الحرب؟
الشيخ د. رامي بن محـمد الدالي
الخميس 26 شوال 1446هـ
الموافق 24/ 4/ 2025م
الشيخ د. رامي بن محـمد الدالي
الخميس 26 شوال 1446هـ
الموافق 24/ 4/ 2025م
17.04.202508:03
{فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} من الوهن: وهو اضطراب نفسي وانزعاج قلبي يبتدئ من داخل الإنسان، فإذا وصل إلى الخارج كان ضعفا وتخاذلا. أي: فما عجزوا أو جبنوا بسبب ما أصابهم من جراح أو ما أصاب أنبياءهم وإخوانهم من قتل واستشهاد؛ لأن الذي أصابهم إنما هو في سبيل الله وطاعته وإقامة دينه ونصرة رسله.
{وَما ضَعُفُوا} أي: عن قتال أعدائهم وعن الدفاع عن الذي آمنوا به.
{وَمَا اسْتَكانُوا} أي: ما خضعوا وذلوا لأعدائهم.
فأنت ترى أن الله تعالى قد نفى عن هؤلاء المؤمنين الصادقين ثلاثة أوصاف لا تتفق مع الإيمان:
نفى عنهم -أولا- الوهن/ وهو اضطراب نفسي وهلع قلبي يستولي على الإنسان فيفقده ثباته وعزيمته.
ونفى عنهم- ثانيا- الضعف/ الذي هو ضد القوة، وهو ينتج عن الوهن.
ونفى عنهم -ثالثا- الاستكانة/ وهي الرضا بالذل وبالخضوع للأعداء ليفعلوا بهم ما يريدون.
وقد نفى سبحانه هذه الأوصاف الثلاثة عن هؤلاء المؤمنين الصادقين –مع أن واحدا منها يكفى نفيه لنفيها لأنها متلازمة–؛ وذلك لبيان قبح ما يقعون فيه من أضرار فيما لو تمكن واحد من هذه الأوصاف من نفوسهم.
وجاء ترتيب هذه الأوصاف في نهاية الدقة بحسب حصولها في الخارج:
فإن الوهن الذي هو خور في العزيمة إذا تمكن من النفس أنتج الضعف الذي هو لون من الاستسلام والفشل.
ثم تكون بعدهما الاستكانة التي يكون معها الخضوع لكل مطالب الأعداء.
وإذا وصل الإنسان إلى هذه المرحلة في حياته كان الموت أكرم له من هذه الحياة.
[التفسير الوسيط، لطنطاوي وأحمد الكومي]
{وَما ضَعُفُوا} أي: عن قتال أعدائهم وعن الدفاع عن الذي آمنوا به.
{وَمَا اسْتَكانُوا} أي: ما خضعوا وذلوا لأعدائهم.
فأنت ترى أن الله تعالى قد نفى عن هؤلاء المؤمنين الصادقين ثلاثة أوصاف لا تتفق مع الإيمان:
نفى عنهم -أولا- الوهن/ وهو اضطراب نفسي وهلع قلبي يستولي على الإنسان فيفقده ثباته وعزيمته.
ونفى عنهم- ثانيا- الضعف/ الذي هو ضد القوة، وهو ينتج عن الوهن.
ونفى عنهم -ثالثا- الاستكانة/ وهي الرضا بالذل وبالخضوع للأعداء ليفعلوا بهم ما يريدون.
وقد نفى سبحانه هذه الأوصاف الثلاثة عن هؤلاء المؤمنين الصادقين –مع أن واحدا منها يكفى نفيه لنفيها لأنها متلازمة–؛ وذلك لبيان قبح ما يقعون فيه من أضرار فيما لو تمكن واحد من هذه الأوصاف من نفوسهم.
وجاء ترتيب هذه الأوصاف في نهاية الدقة بحسب حصولها في الخارج:
فإن الوهن الذي هو خور في العزيمة إذا تمكن من النفس أنتج الضعف الذي هو لون من الاستسلام والفشل.
ثم تكون بعدهما الاستكانة التي يكون معها الخضوع لكل مطالب الأعداء.
وإذا وصل الإنسان إلى هذه المرحلة في حياته كان الموت أكرم له من هذه الحياة.
[التفسير الوسيط، لطنطاوي وأحمد الكومي]
15.04.202511:02
قيمة الحسابات المادية في معركة العقيدة
للشيخ –حفظه الله– "قبل الحرب"
للشيخ –حفظه الله– "قبل الحرب"
09.05.202508:25
تم جمع أغلب ما كتبه الشيخ حفظه الله بخصوص ما يتعلق بالحرب (باستثناء التعليق على عملية ردع العدوان وبعض الرسائل القصيرة) في ملف واحد 👇
☆ وجعلناه بعنوان الرسالة الأولى لأنها الأشمل والأطول
☆ وجعلناه بعنوان الرسالة الأولى لأنها الأشمل والأطول
06.05.202519:05
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا الذي لم يَخشَ إلا الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.
فإنّ أعداء الله تعالى والإنسانية يحاولون أن يضغطوا على المجاهدين والمرابطين من أهل غزة الإباء ويُرهبوهم؛ ولكن انتفاشة الباطل الذي أصله العدم سرعان ما تزهق وتتلاشى أمام ثبات الحق الأزلي الذي يُمَدّ من الخالق سبحانه {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: من الآية 18].
ولا نقول ونفعل إزاء ذلك إلا كما أخبرنا ربنا عز وجل عن خير رسله صلى الله عليه وسلم وخير عباده بعد الأنبياء صحابته الكرام رضي الله عنهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 172 ـ 175].
أي ذلك الشيطان يخوِّفكم أيّها المؤمنون من أوليائه، فلا تخافوهم وخافوا الله الذي هو ربكم وإيّاهم إن كنتم مؤمنين حقّاً عارفين بحقّ ربكم معظِّمين له حقّ التعظيم.
وإذا كان الله تعالى هو وليّ المؤمنين ومؤيّدهم وناصرهم والشيطان الرجيم هو وليّ الكافرين ومؤيّدهم وناصرهم فكفى بذلك مثبّتاً ومقويّاً ومطَمئناً لقلوب المؤمنين {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76]، {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 18]، {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: 25].
ومع هذه السنّة الإلهية الثابتة في إضلال كيد الكافرين وإضعافه فهناك ثلاثة أسباب تجعلني مطمئنّاً غاية الطُّمَأنينة إلى أنّ هذه الهجمة ستؤول إلى الفشل الذريع في نهاية المطاف كسابقاتها، بل لعلّ مولانا عز وجل أن يردّهم عنّا ابتداء بتدبير من عنده ويصرفهم عنا خائبين لا ينالون خيراً كما في الأحزاب وهو الذي يغلب على ظنّي لما ذكرته في مقال: (لماذا طال أمد الحرب).
وعلى كلّ فالله تعالى يقول: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].
وهذه الأسباب الثلاثة هي:
الأوّل: أنهم خانوا ونقضوا العهد بخرقهم لكثير من بنود اتفاقية وقف النار التي أبرموها مع المقاومة ثم انقلابهم عليها بالكلّيّة والله تعالى يقول: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: من الآية 52].
قال العلماء: أي لا يُنْفِذه ولا يُسدّده بل يُبطله ويُزهقه، فالخائن وإن راج كيده في بدايته فإنّه لا يُثمِر له كيد ولا يَنجح بوجه من الوجوه. [انظر: الكشاف للزمخشري (٣/ ١٨١)، تفسير الألوسي (٩/ ٤٧)، المحرر الوجيز لابن عطية (٤/ ١٥) نظم الدرر للبقاعي (١٠/ ١٢٨)، التحرير والتنوير لابن عاشور (١٢/ ٢٩٣)]
ويؤيّد ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 71]، قال الرازي في تفسيره (7/ 444): "وفيه بِشارة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنّه يتمكّن من كلّ من يخونه وينقض عهده". وخطاب النبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته المتّبعة لأثره.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا الذي لم يَخشَ إلا الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.
فإنّ أعداء الله تعالى والإنسانية يحاولون أن يضغطوا على المجاهدين والمرابطين من أهل غزة الإباء ويُرهبوهم؛ ولكن انتفاشة الباطل الذي أصله العدم سرعان ما تزهق وتتلاشى أمام ثبات الحق الأزلي الذي يُمَدّ من الخالق سبحانه {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: من الآية 18].
ولا نقول ونفعل إزاء ذلك إلا كما أخبرنا ربنا عز وجل عن خير رسله صلى الله عليه وسلم وخير عباده بعد الأنبياء صحابته الكرام رضي الله عنهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 172 ـ 175].
أي ذلك الشيطان يخوِّفكم أيّها المؤمنون من أوليائه، فلا تخافوهم وخافوا الله الذي هو ربكم وإيّاهم إن كنتم مؤمنين حقّاً عارفين بحقّ ربكم معظِّمين له حقّ التعظيم.
وإذا كان الله تعالى هو وليّ المؤمنين ومؤيّدهم وناصرهم والشيطان الرجيم هو وليّ الكافرين ومؤيّدهم وناصرهم فكفى بذلك مثبّتاً ومقويّاً ومطَمئناً لقلوب المؤمنين {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76]، {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 18]، {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: 25].
ومع هذه السنّة الإلهية الثابتة في إضلال كيد الكافرين وإضعافه فهناك ثلاثة أسباب تجعلني مطمئنّاً غاية الطُّمَأنينة إلى أنّ هذه الهجمة ستؤول إلى الفشل الذريع في نهاية المطاف كسابقاتها، بل لعلّ مولانا عز وجل أن يردّهم عنّا ابتداء بتدبير من عنده ويصرفهم عنا خائبين لا ينالون خيراً كما في الأحزاب وهو الذي يغلب على ظنّي لما ذكرته في مقال: (لماذا طال أمد الحرب).
وعلى كلّ فالله تعالى يقول: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].
وهذه الأسباب الثلاثة هي:
الأوّل: أنهم خانوا ونقضوا العهد بخرقهم لكثير من بنود اتفاقية وقف النار التي أبرموها مع المقاومة ثم انقلابهم عليها بالكلّيّة والله تعالى يقول: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: من الآية 52].
قال العلماء: أي لا يُنْفِذه ولا يُسدّده بل يُبطله ويُزهقه، فالخائن وإن راج كيده في بدايته فإنّه لا يُثمِر له كيد ولا يَنجح بوجه من الوجوه. [انظر: الكشاف للزمخشري (٣/ ١٨١)، تفسير الألوسي (٩/ ٤٧)، المحرر الوجيز لابن عطية (٤/ ١٥) نظم الدرر للبقاعي (١٠/ ١٢٨)، التحرير والتنوير لابن عاشور (١٢/ ٢٩٣)]
ويؤيّد ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 71]، قال الرازي في تفسيره (7/ 444): "وفيه بِشارة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنّه يتمكّن من كلّ من يخونه وينقض عهده". وخطاب النبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته المتّبعة لأثره.
02.05.202517:17
سنقوم بعد أيام بإذن الله بتحميل أغلب ما كتبه الشيخ -حفظه الله- أثناء الحرب في ملف واحد بسبب الترابط والتكامل بين جميع المقالات، وهي:
بحث بعد عام من الطوفان (ج١ و٢ و٣ و٤)
+ رسالة التعليق على عملية جباليا الثالثة
+ مقال انتخاب ترامب وتناغمه مع السنن
+ رسالة لماذا طال أمد الحرب (١)
+ رسالة لماذا طال أمد الحرب (٢)
+ رسالة { إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
بحث بعد عام من الطوفان (ج١ و٢ و٣ و٤)
+ رسالة التعليق على عملية جباليا الثالثة
+ مقال انتخاب ترامب وتناغمه مع السنن
+ رسالة لماذا طال أمد الحرب (١)
+ رسالة لماذا طال أمد الحرب (٢)
+ رسالة { إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
24.04.202516:58
لماذا طال أمد الحرب؟
الشيخ د. رامي بن محـمد الدالي
الخميس 26 شوال 1446هـ
الموافق 24/ 4/ 2025م
الشيخ د. رامي بن محـمد الدالي
الخميس 26 شوال 1446هـ
الموافق 24/ 4/ 2025م
17.04.202508:03
》》》إدارة القناة منذ بداية الحرب من عدد من إخوان وتلاميذ شيخنا أبي محمد –حفظه الله ونفع بعلمه–
10.04.202511:27
أما السياسة: فإن القيادة السياسية وضعت ثلاثة خطوط حمر للمفاوضات، وهي:
الوقف التام للحرب.
والانسحاب الكامل من كل القطاع مع رجوع النازحين.
وصفقة تبادل للأسرى.
فأما الشرطان الأولان فلا جدال فيهما ولا يجوز للساسة شرعا أن يتنازلوا أو يفرطوا في واحد منهما؛ لأن عدم إنهاء الحرب يعني عودتها بضراوة أكبر مع إسقاط ورقة القوة التي بأيدينا وهي الأسرى دون جدوى، وهذا لا يقول به عاقل، ويترتب عليه فساد أعظم مما نحن فيه، وأما الأرض فلا يجوز التنازل عن شبر منها والسماح لراية الكفر أن تُرفع فيه ما دام في صمودنا ومقاومتنا عرق ينبض بالقوة والحياة.
وأما الشرط الثالث فهو محل نظر، وأرى عدم التشدد فيه حتى ولو أدى الأمر إلى التخلي عنه في نهاية المطاف؛ لأن إبقاء النفوس والحفاظ على الأرواح التي تُزهق كل يوم أَولى من إخراج الأسرى، فحفظ أصل النفس أولى من حفظ فرعها وكمالِها -أي الحرية هنا-، والضرورات مقدَّمة على الحاجيات، كما أن أعداد الأسرى تزداد كل يوم بسبب الحرب فلا يُعقل أن نحرر الأسرى بمزيد من الأسرى، كما أن الأسرى يمكن رجوعهم بأي سبب يقدِّره الله ويمكن العمل على هذه الأسباب، بخلاف الشهداء والمعاقين إعاقات دائمة (مع كل احترامنا وتقديرنا للأسرى الأبطال وقولنا بوجوب تحريرهم على الأمة كلها ولو أَنفقت كل ما بيدها من بيت المال كما قال الفقهاء، وذلك واجب في أعناقنا جميعا، ولكنَّ الخطب عظيمٌ جللٌ أكبرُ من الخيال ولا بد فيه من الحكمة والتضحيات).
وعليه فإني أناشد القيادة السياسية أن تعتبر هذا الأمر الشرعي، وأن تعمل كل جهدها لإنهاء الحرب ومعاناة الناس مع عدم التفريط والتمسك بخطوط الشرع الحمراء التي لا يجوز تجاوزها دون غيرها من الشروط، وأن يقدموا المصلحة العامة على الخاصة.
وفَّقهم الله تعالى لما يحب ويرضى وأَجرى على أيديهم النصر وكشف البلاء.
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
[بعد عام من الطوفان/ القسم الأول: التأملات/ النظرة الخامسة: حكم الجهاد في غزة في معركة الطوفان
الرابط/ https://t.me/ramydaly/5851]
(٣/ ٣) تم
الوقف التام للحرب.
والانسحاب الكامل من كل القطاع مع رجوع النازحين.
وصفقة تبادل للأسرى.
فأما الشرطان الأولان فلا جدال فيهما ولا يجوز للساسة شرعا أن يتنازلوا أو يفرطوا في واحد منهما؛ لأن عدم إنهاء الحرب يعني عودتها بضراوة أكبر مع إسقاط ورقة القوة التي بأيدينا وهي الأسرى دون جدوى، وهذا لا يقول به عاقل، ويترتب عليه فساد أعظم مما نحن فيه، وأما الأرض فلا يجوز التنازل عن شبر منها والسماح لراية الكفر أن تُرفع فيه ما دام في صمودنا ومقاومتنا عرق ينبض بالقوة والحياة.
وأما الشرط الثالث فهو محل نظر، وأرى عدم التشدد فيه حتى ولو أدى الأمر إلى التخلي عنه في نهاية المطاف؛ لأن إبقاء النفوس والحفاظ على الأرواح التي تُزهق كل يوم أَولى من إخراج الأسرى، فحفظ أصل النفس أولى من حفظ فرعها وكمالِها -أي الحرية هنا-، والضرورات مقدَّمة على الحاجيات، كما أن أعداد الأسرى تزداد كل يوم بسبب الحرب فلا يُعقل أن نحرر الأسرى بمزيد من الأسرى، كما أن الأسرى يمكن رجوعهم بأي سبب يقدِّره الله ويمكن العمل على هذه الأسباب، بخلاف الشهداء والمعاقين إعاقات دائمة (مع كل احترامنا وتقديرنا للأسرى الأبطال وقولنا بوجوب تحريرهم على الأمة كلها ولو أَنفقت كل ما بيدها من بيت المال كما قال الفقهاء، وذلك واجب في أعناقنا جميعا، ولكنَّ الخطب عظيمٌ جللٌ أكبرُ من الخيال ولا بد فيه من الحكمة والتضحيات).
وعليه فإني أناشد القيادة السياسية أن تعتبر هذا الأمر الشرعي، وأن تعمل كل جهدها لإنهاء الحرب ومعاناة الناس مع عدم التفريط والتمسك بخطوط الشرع الحمراء التي لا يجوز تجاوزها دون غيرها من الشروط، وأن يقدموا المصلحة العامة على الخاصة.
وفَّقهم الله تعالى لما يحب ويرضى وأَجرى على أيديهم النصر وكشف البلاء.
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
[بعد عام من الطوفان/ القسم الأول: التأملات/ النظرة الخامسة: حكم الجهاد في غزة في معركة الطوفان
الرابط/ https://t.me/ramydaly/5851]
(٣/ ٣) تم
07.05.202507:36
{ إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
رابط الفيس/
https://www.facebook.com/share/p/15w8Y2UcdZ/
رابط الفيس/
https://www.facebook.com/share/p/15w8Y2UcdZ/
06.05.202518:30
"فوالله إنّ الله تعالى هو الذي يهزم اليهود وحده، وما أبطالُنا إلا سِتارٌ لقَدَره تعالى يؤدّون الواجب الذي عليهم ليرتفعوا بذلك ويتشرّفوا به ويُشرّفوا أمّتهم كلّها فقط، أما النتائج المذهلة التي هي أكبر من قدراتهم وطاقتهم بكثير فهي من الله تعالى وحده ليُرسّخ فينا معنى التوكل التامّ عليه سبحانه وأنّه ليس علينا إلا العمل فقط بقدر المتاح كما في حفر الخندق، وما يزيد اليهود في تخويفنا في هذه المرحلة إلا ليزيدنا الله سبحانه توكّلا عليه تمهيداً لما وعدنا به من وعد الآخرة ودخول المسجد الأقصى الذي صار أقرب ما يكون خلال السنوات العشر القادمة بإذن الله تعالى"
جديد لشيخنا حفظه الله 👇
جديد لشيخنا حفظه الله 👇
02.05.202517:16
الجزء الثاني من مقال "لماذا طال أمد الحرب؟"
لشيخنا الدكتور رامي بن محمد الدالي –حفطه الله ونفع بعلمه–
لشيخنا الدكتور رامي بن محمد الدالي –حفطه الله ونفع بعلمه–
23.04.202516:54
16.04.202504:35
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ الْأُمَمُ) أي: يقرب فرق الكفر وأمم الضلالة (أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ) أي: تتداعى بأن يدعو بعضهم بعضا لمقاتلتكم وكسر شوكتكم وسلب ما ملكتموه من الديار والأموال.
(كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا) والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضا إلى قصعتها التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع فيأكلونها عفوا صفوا، كذلك يأخذون ما في أيديكم بلا تعب ينالهم أو ضرر يلحقهم أو بأس يمنعهم. قاله القاري.
قال في المجمع: أي: يقرب أن فرق الكفر وأمم الضلالة أن تداعى عليكم أي: يدعو بعضهم بعضا إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم ليغلبوا على ما ملكتموها من الديار، كما أن الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضا إلى قصعتهم التي يتناولونها من غير مانع فيأكلونها صفوا من غير تعب. انتهى.
(فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟) أي: ذلك التداعي لأجل قلة نحن عليها يومئذ؟
(قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ) أي: كثيرٌ عدداً، وقليلٌ مدداً.
(وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ) ما يحمله السيل من زبد ووسخ، شبّههم به لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم.
(وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ) أي: ليخرجن (مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ) الخوف والرعب.
(وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ) أي: وليرمين الله (فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ) أي: الضعف، وكأنه أراد بالوهن ما يوجبه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهة الموت.
(فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟) أي: ما موجبه وما سببه.
قال الطيبي رحمه الله: سؤال عن نوع الوهن أو كأنه أراد من أي وجه يكون ذلك الوهن.
(قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) وهما متلازمان، فكأنهما شيء واحد يدعوهم إلى إعطاء الدنية في الدين من العدو المبين.
ونسأل الله العافية.
[عون المعبود شرح سنن أبي داود]
(كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا) والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضا إلى قصعتها التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع فيأكلونها عفوا صفوا، كذلك يأخذون ما في أيديكم بلا تعب ينالهم أو ضرر يلحقهم أو بأس يمنعهم. قاله القاري.
قال في المجمع: أي: يقرب أن فرق الكفر وأمم الضلالة أن تداعى عليكم أي: يدعو بعضهم بعضا إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم ليغلبوا على ما ملكتموها من الديار، كما أن الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضا إلى قصعتهم التي يتناولونها من غير مانع فيأكلونها صفوا من غير تعب. انتهى.
(فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟) أي: ذلك التداعي لأجل قلة نحن عليها يومئذ؟
(قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ) أي: كثيرٌ عدداً، وقليلٌ مدداً.
(وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ) ما يحمله السيل من زبد ووسخ، شبّههم به لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم.
(وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ) أي: ليخرجن (مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ) الخوف والرعب.
(وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ) أي: وليرمين الله (فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ) أي: الضعف، وكأنه أراد بالوهن ما يوجبه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهة الموت.
(فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟) أي: ما موجبه وما سببه.
قال الطيبي رحمه الله: سؤال عن نوع الوهن أو كأنه أراد من أي وجه يكون ذلك الوهن.
(قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) وهما متلازمان، فكأنهما شيء واحد يدعوهم إلى إعطاء الدنية في الدين من العدو المبين.
ونسأل الله العافية.
[عون المعبود شرح سنن أبي داود]
10.04.202511:27
حكم الجهاد في غزة في معركة الطوفان:
وخلاصة ذلك أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وهو ينقسم إلى جهاد طلب وجهاد دفع، وكثير من الناس يخلط بين أحكام الجهادَين ولا يميز بينهما، والسبب في ذلك أن أغلب كلام الفقهاء في أحكام الجهاد وشروطه العامة هو في جهاد الطلب؛ لعزة الإسلام في تلك الأوقات، فيظن غير الخبير أن هذه أحكام وشروط عامة تشمل النوعين.
والجهاد في غزة اليوم جهاد دفع يجب على كل قادر بقدر الإمكان، ولا يشترط فيه أي شرط آخر سوى الإمكان
ويجب ذلك أيضا وجوبا عينيا على كل من يجاور غزة من المسلمين لا سيما الحكومات والدول لأنها تملك القوة والقدرة حتى يندفع العدوان، وكل لحظة يتأخرون فيها عن نصرة إخوانهم فإنها تكون عليهم إثما ووبالا عند الله تعالى؛ لأن المقاومة في غزة غير قادرة لوحدها على دفع العدوان مباشرة، وكل لحظة تمر يسقط فيها من الأرواح ويحل من الدمار والخراب والآلام والمعاناة على المسلمين ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولكن المقاومة وكل من يمكنه الجهاد ويُحتاج إليه لا يعذرون برغم ذلك أمام الله إن تركوا الجهاد ولو كانوا لوحدهم، ولا يجوز لهم الاستسلام مطلقا طالما أن فيهم قدرة على الصمود حتى لو ترتب على ذلك أي قدْر من الخسائر الروحية والمادية، والواقع يشهد أن المقاومة لديها القدرة على الصمود بفضل الله تعالى، وقد أثبتت ذلك على مدار أكثر من سنة كاملة لم يستطع العدو تحقيق أي هدف له فيها، والأهم من ذلك ما وعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به أهل الشام عموما والمرابطين في غزة خصوصا من النصر والتمكين والفضل العظيم، ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تكفل لي بالشام وأهله"، أي إن صبروا وصدَقوا، وقوله صلى الله عليه وسلم: "وإن أفضل رباطم عسقلان"، وغزة من قضائها وحدودِها.
أما الخسائر فهي ضريبة لا بد من دفعها حتى في عرف الكافرين، فأي بلد تحرَّرَ من أيدي الغاصبين دون دفع هذه الضريبة؟ ومن يطالع أخبار الكفار في فيتنام ولينين غراد في الاتحاد السوفيتي والمقاومة الفرنسية والبريطانية في الحرب العالمية الثانية وغير ذلك من قصص الصمود الأسطوري في بعض الأحيان يعلم ذلك ويجعل المسلم يخجل من نفسه إذا فكَّر بالاستسلام مجردَ تفكيرٍ طالما معه رصاصة يمكن أن يدفع بها عن نفسه وعن الإسلام وهو يطالع أخبار هؤلاء الكفار وهم على الباطل وهو على الحق ويرجو من الله تعالى ما لا يرجون.
وأصل ذلك أن المسلم يقاتل في الأساس لتكون كلمة الله هي العليا، فهو يقاتل لأجل الدين أساسا، ودِينه أغلى عليه من روحه، وهو ما خُلق إلا لأجل هذا الدين ليَتَعبَّد الله تعالى بإقامته ورفع رايته والجهاد في سبيله في نفسه وفي الأرض، وهي المهمة التي خُلق لها واشترى خالقُه منه روحَه لأجلها بجنة الخلد.
فلا شيء يُقَدَّم على الدين، وهو أجَلُّ المقاصد الخمسة التي يُقصد صلاحها والحفاظ عليها، وهي بالترتيب: الدين والنفس والعقل والنسل أو العِرض والمال، فالنفوس تُزهق من أجل الدين، ولا يمكن لمسلم أن يقبل أن ترفع راية فوق راية الإسلام ويجب عليه أن يبذل روحه دون ذلك لو كان في ذلك مصلحة للدين ولذلك شرع الله الجهاد كما قال العلماء، وكل مؤمن لا يشك في ذلك ولا يتردد فيه مطلقا ولا يخضع لوساوس الشيطان وتخويفه، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
فعلى المجاهدين الإقدام بكل طمأنينة وثقة ورجاء في أعظم الدرجات عند الله عز وجل دون التفات أبدا إلى هذه الوساوس والشبهات.
وقد قال تعالى مبينا سنة البلاء والامتحان:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142].
{أَحَسِبَ النَّاسُ أن يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) ولقد فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 3].
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جا نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الذين آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت: 10، 11].
(١/ ٣) يتبع
وخلاصة ذلك أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وهو ينقسم إلى جهاد طلب وجهاد دفع، وكثير من الناس يخلط بين أحكام الجهادَين ولا يميز بينهما، والسبب في ذلك أن أغلب كلام الفقهاء في أحكام الجهاد وشروطه العامة هو في جهاد الطلب؛ لعزة الإسلام في تلك الأوقات، فيظن غير الخبير أن هذه أحكام وشروط عامة تشمل النوعين.
والجهاد في غزة اليوم جهاد دفع يجب على كل قادر بقدر الإمكان، ولا يشترط فيه أي شرط آخر سوى الإمكان
ويجب ذلك أيضا وجوبا عينيا على كل من يجاور غزة من المسلمين لا سيما الحكومات والدول لأنها تملك القوة والقدرة حتى يندفع العدوان، وكل لحظة يتأخرون فيها عن نصرة إخوانهم فإنها تكون عليهم إثما ووبالا عند الله تعالى؛ لأن المقاومة في غزة غير قادرة لوحدها على دفع العدوان مباشرة، وكل لحظة تمر يسقط فيها من الأرواح ويحل من الدمار والخراب والآلام والمعاناة على المسلمين ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولكن المقاومة وكل من يمكنه الجهاد ويُحتاج إليه لا يعذرون برغم ذلك أمام الله إن تركوا الجهاد ولو كانوا لوحدهم، ولا يجوز لهم الاستسلام مطلقا طالما أن فيهم قدرة على الصمود حتى لو ترتب على ذلك أي قدْر من الخسائر الروحية والمادية، والواقع يشهد أن المقاومة لديها القدرة على الصمود بفضل الله تعالى، وقد أثبتت ذلك على مدار أكثر من سنة كاملة لم يستطع العدو تحقيق أي هدف له فيها، والأهم من ذلك ما وعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به أهل الشام عموما والمرابطين في غزة خصوصا من النصر والتمكين والفضل العظيم، ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تكفل لي بالشام وأهله"، أي إن صبروا وصدَقوا، وقوله صلى الله عليه وسلم: "وإن أفضل رباطم عسقلان"، وغزة من قضائها وحدودِها.
أما الخسائر فهي ضريبة لا بد من دفعها حتى في عرف الكافرين، فأي بلد تحرَّرَ من أيدي الغاصبين دون دفع هذه الضريبة؟ ومن يطالع أخبار الكفار في فيتنام ولينين غراد في الاتحاد السوفيتي والمقاومة الفرنسية والبريطانية في الحرب العالمية الثانية وغير ذلك من قصص الصمود الأسطوري في بعض الأحيان يعلم ذلك ويجعل المسلم يخجل من نفسه إذا فكَّر بالاستسلام مجردَ تفكيرٍ طالما معه رصاصة يمكن أن يدفع بها عن نفسه وعن الإسلام وهو يطالع أخبار هؤلاء الكفار وهم على الباطل وهو على الحق ويرجو من الله تعالى ما لا يرجون.
وأصل ذلك أن المسلم يقاتل في الأساس لتكون كلمة الله هي العليا، فهو يقاتل لأجل الدين أساسا، ودِينه أغلى عليه من روحه، وهو ما خُلق إلا لأجل هذا الدين ليَتَعبَّد الله تعالى بإقامته ورفع رايته والجهاد في سبيله في نفسه وفي الأرض، وهي المهمة التي خُلق لها واشترى خالقُه منه روحَه لأجلها بجنة الخلد.
فلا شيء يُقَدَّم على الدين، وهو أجَلُّ المقاصد الخمسة التي يُقصد صلاحها والحفاظ عليها، وهي بالترتيب: الدين والنفس والعقل والنسل أو العِرض والمال، فالنفوس تُزهق من أجل الدين، ولا يمكن لمسلم أن يقبل أن ترفع راية فوق راية الإسلام ويجب عليه أن يبذل روحه دون ذلك لو كان في ذلك مصلحة للدين ولذلك شرع الله الجهاد كما قال العلماء، وكل مؤمن لا يشك في ذلك ولا يتردد فيه مطلقا ولا يخضع لوساوس الشيطان وتخويفه، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
فعلى المجاهدين الإقدام بكل طمأنينة وثقة ورجاء في أعظم الدرجات عند الله عز وجل دون التفات أبدا إلى هذه الوساوس والشبهات.
وقد قال تعالى مبينا سنة البلاء والامتحان:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142].
{أَحَسِبَ النَّاسُ أن يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) ولقد فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 3].
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جا نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الذين آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت: 10، 11].
(١/ ٣) يتبع
06.05.202519:28
{ إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
الثلاثاء ٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ
الموافق ٦/ ٥/ ٢٠٢٥م
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
الثلاثاء ٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ
الموافق ٦/ ٥/ ٢٠٢٥م
04.05.202506:37
[خطورة الهزيمة، وضرورة الصمود]
مباحث مهمة أوصى بها شيخنا حفظه الله
مباحث مهمة أوصى بها شيخنا حفظه الله
18.04.202508:03
ومِن أعظم شعب الإيمان: نصرةُ المجاهدين في سبيل الله، الملتزمين بالضوابط الشرعية للجهاد، المجافين للغلو، والمتسامين بأخلاقيات المجاهد في سبيل الله، أولئك الذين ألقَوا أرواحهم تحت أزيز الغطرسة الاستعمارية وذيولها، نُصْرتهم بالكلمة والريال وقنوت النازلة وأكُف الضراعة إذا هبطت الأسحار، وتدبَّرْ قول ربنا: {وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ فَعَلَیۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ}.
ثم إنك تجد بعض مَن حاول نصرة هؤلاء المظلومين شعر بإحراجات داخلية؛ فتداهمه الخيالات المرتعشة حتى يقوده الذعر ليس إلى الاعتراف بعجزه أو على الأقل يقول لنفسه أن لديه مصالح دعوية راجحة تمنعه من نصرة المظلوم ونحو هذا.. بل تراه يستسمن عمامة الحكمة بأكوارها وذؤابتها ويتزيا بها، وتندُّ من لسانه العبارات الموحشة يطعن بها في ظهور أقوام اشترى الله سبحانه نفوسهم.
أيقوى هذا على أن يأتي يوم القيامة وخصومه تثعب جراحهم اللون لون الدم والريح ريح المسك؟
وقد كان يسع هذا وأمثاله أن يجتهد فيما يمكنه، ويشارك إخوانه الباذلين أرواحهم بالنية الصالحة والدعاء والحب، فالمرء مع من أحب، وقد كان في غنى عن أن يغطي عجزه بأسمال الحكمة المثلجة.
[إبراهيم السكران، مسلكيات ص ٥٠]
ثم إنك تجد بعض مَن حاول نصرة هؤلاء المظلومين شعر بإحراجات داخلية؛ فتداهمه الخيالات المرتعشة حتى يقوده الذعر ليس إلى الاعتراف بعجزه أو على الأقل يقول لنفسه أن لديه مصالح دعوية راجحة تمنعه من نصرة المظلوم ونحو هذا.. بل تراه يستسمن عمامة الحكمة بأكوارها وذؤابتها ويتزيا بها، وتندُّ من لسانه العبارات الموحشة يطعن بها في ظهور أقوام اشترى الله سبحانه نفوسهم.
أيقوى هذا على أن يأتي يوم القيامة وخصومه تثعب جراحهم اللون لون الدم والريح ريح المسك؟
وقد كان يسع هذا وأمثاله أن يجتهد فيما يمكنه، ويشارك إخوانه الباذلين أرواحهم بالنية الصالحة والدعاء والحب، فالمرء مع من أحب، وقد كان في غنى عن أن يغطي عجزه بأسمال الحكمة المثلجة.
[إبراهيم السكران، مسلكيات ص ٥٠]
15.04.202511:03
قيمة الحسابات المادية في معركة العقيدة
للشيخ –حفظه الله– "بعد الحرب"
للشيخ –حفظه الله– "بعد الحرب"
10.04.202511:27
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31].
وغيرها من الآيات.
وإنما كان موقف المؤمنين إذا رأوا ما أَخبر به الله من البلاء والامتحان هو ما قال فيهم ربهم عز وجل: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].
والله تعالى لم يعذر المتخلفين والقاعدين والفارين في أُحد والخندق مع كون الكفار أكثر من ضِعفهم؛ لأن القتال فيها كان قتال دفع عن الدين والنفس، وحتى في جهاد الطلب كان المسلمون أقل من نصف الكفار في كثير من الأحيان وفي معارك كبرى حاسمة، وكان النصر حليفهم لأنهم لم يُسقطوا من حساباتهم عامل اليقين والتوكل على القوي العزيز سبحانه، وهو أهم عامل على الإطلاق.
وكثير من المثبطين عن الجهاد يُسقطه ولا يلتفت إليه بادعاء الواقعية، ولكن السبب الحقيقي هو ضعف اليقين، ولو كان السلف على واقعية المعاصرين المزعومة لما خرج الإسلام من جزيرة العرب، ولكن الواقعية الحقيقية هي التي لا تُسقط أعظم حقيقةٍ واقعيةٍ: وهي أن القوة والعزة لله جميعا، وأنه {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، مع الإعداد والأخذ بالأسباب بقدر المستطاع.
وقد قرر أبو بكر رضي الله عنه أن يقاتل المرتدين ولو بقي وحده لأنه لا يقبل أبدا أن ينقص الدين وهو حي، وأبَى أيضا إلا أن يُنفذَ جيش أسامة رغم معارضة الصحابة أجمعين تقريبا؛ يقينا منه بأن الخير والفلاح بالاتباع، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بإنفاذه، فكان الله له عند حسن ظنه وكفاه؛ ليضرب للأمة إلى يوم القيامة هذا المَثَل العظيم في اليقين والتوكل والاتباع، وأن ذلك أهم عوامل النصر التي يجب أن تكون على رأس الحسابات.
وأترك التفصيل في حكم جهاد الدفع وأقوال العلماء والرد على الشبهات للمقال الذي ذكرته، ولكن أنقل طرفا يسيرا مما جاء في أجر المجاهدين والمرابطين وهو كثير جدا.
وأستغرب واللهِ أشدّ الاستغراب ممن يثبطون الناس ويفتنون المجاهدين ويحبطونهم في هذه الظروف الصعبة -مع كونهم أشد ما يكونون حاجة إلى ضرباتهم وصمودهم لحمايتهم من أذى اليهود واستعبادهم- ويجتهدون في إيراد الشبهات لتشويه الجهاد، ثم لا يذكرون في المقابل الأحاديث التي تبين فضل من يجاهد العدو برغم القلة ولو كان وحده ومن يرابط في الخوف والأجر العظيم الذي وُعدوا به ليربطوا على قلوب مجاهدينا أُوْلِي البأس الشديد الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والتي كانت كفيلة بإسلام كثير من كفار الغرب.
وأكتفي هنا بذكر ثلاثة أحاديث فقط تكفي لمن كان له قلب:
الأول: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ" (مسند أحمد (٢٢٤٧٦)، وقوّاه الأرنؤوط).
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: "عَجِبَ ربُّنا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ مِنْ وِطائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ النَّاسُ وعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فِي الِانْهِزَامِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهريق دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَجَاءً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهْرِيقَ دمه" (صحيح ابن حبان (٢٥٥٧)، وقواه الأرنؤوط).
الثالث: عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي الرِّبَاطِ، فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ" (صحيح ابن حبان (٤٦٠٣)، وصححه الألباني والأرنؤوط).
فكيف بمن وقف أكثر من سنة كاملة بنية الرباط في سبيل الله في خير الرباط؟ وهذا ينطبق على كل من نوى الرباط بصدق من أهل غزة جميعا.
هذا بالنسبة للجهاد.
(٢/ ٣) يتبع
وغيرها من الآيات.
وإنما كان موقف المؤمنين إذا رأوا ما أَخبر به الله من البلاء والامتحان هو ما قال فيهم ربهم عز وجل: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].
والله تعالى لم يعذر المتخلفين والقاعدين والفارين في أُحد والخندق مع كون الكفار أكثر من ضِعفهم؛ لأن القتال فيها كان قتال دفع عن الدين والنفس، وحتى في جهاد الطلب كان المسلمون أقل من نصف الكفار في كثير من الأحيان وفي معارك كبرى حاسمة، وكان النصر حليفهم لأنهم لم يُسقطوا من حساباتهم عامل اليقين والتوكل على القوي العزيز سبحانه، وهو أهم عامل على الإطلاق.
وكثير من المثبطين عن الجهاد يُسقطه ولا يلتفت إليه بادعاء الواقعية، ولكن السبب الحقيقي هو ضعف اليقين، ولو كان السلف على واقعية المعاصرين المزعومة لما خرج الإسلام من جزيرة العرب، ولكن الواقعية الحقيقية هي التي لا تُسقط أعظم حقيقةٍ واقعيةٍ: وهي أن القوة والعزة لله جميعا، وأنه {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، مع الإعداد والأخذ بالأسباب بقدر المستطاع.
وقد قرر أبو بكر رضي الله عنه أن يقاتل المرتدين ولو بقي وحده لأنه لا يقبل أبدا أن ينقص الدين وهو حي، وأبَى أيضا إلا أن يُنفذَ جيش أسامة رغم معارضة الصحابة أجمعين تقريبا؛ يقينا منه بأن الخير والفلاح بالاتباع، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بإنفاذه، فكان الله له عند حسن ظنه وكفاه؛ ليضرب للأمة إلى يوم القيامة هذا المَثَل العظيم في اليقين والتوكل والاتباع، وأن ذلك أهم عوامل النصر التي يجب أن تكون على رأس الحسابات.
وأترك التفصيل في حكم جهاد الدفع وأقوال العلماء والرد على الشبهات للمقال الذي ذكرته، ولكن أنقل طرفا يسيرا مما جاء في أجر المجاهدين والمرابطين وهو كثير جدا.
وأستغرب واللهِ أشدّ الاستغراب ممن يثبطون الناس ويفتنون المجاهدين ويحبطونهم في هذه الظروف الصعبة -مع كونهم أشد ما يكونون حاجة إلى ضرباتهم وصمودهم لحمايتهم من أذى اليهود واستعبادهم- ويجتهدون في إيراد الشبهات لتشويه الجهاد، ثم لا يذكرون في المقابل الأحاديث التي تبين فضل من يجاهد العدو برغم القلة ولو كان وحده ومن يرابط في الخوف والأجر العظيم الذي وُعدوا به ليربطوا على قلوب مجاهدينا أُوْلِي البأس الشديد الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والتي كانت كفيلة بإسلام كثير من كفار الغرب.
وأكتفي هنا بذكر ثلاثة أحاديث فقط تكفي لمن كان له قلب:
الأول: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ" (مسند أحمد (٢٢٤٧٦)، وقوّاه الأرنؤوط).
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: "عَجِبَ ربُّنا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ مِنْ وِطائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ النَّاسُ وعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فِي الِانْهِزَامِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهريق دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَجَاءً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهْرِيقَ دمه" (صحيح ابن حبان (٢٥٥٧)، وقواه الأرنؤوط).
الثالث: عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي الرِّبَاطِ، فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ" (صحيح ابن حبان (٤٦٠٣)، وصححه الألباني والأرنؤوط).
فكيف بمن وقف أكثر من سنة كاملة بنية الرباط في سبيل الله في خير الرباط؟ وهذا ينطبق على كل من نوى الرباط بصدق من أهل غزة جميعا.
هذا بالنسبة للجهاد.
(٢/ ٣) يتبع
显示 1 - 24 共 47
登录以解锁更多功能。