اليوم رأيتها بعد فراقٍ طويل، وكأن الزمان توقف لحظة التقينا. قلبي ارتجف بين ضلوعي، وكنت أردد بصوتٍ خافت لا يسمعه سواي: “مشتاقٌ إليكِ… مشتاقٌ جدًا.”
أعلم أن الطريق إليكِ مليءٌ بالصمت، وأن بيني وبينكِ مسافاتٍ شاسعة، صمّاء، مليئةٌ بالبعد والبرود. أعلم أن اللقاء بات مستحيلاً، وأنكِ تسكنين في عالمٍ لم يعد لي فيه مكان.
لكنني رغم ذلك، أريد أن أركض إليكِ، أن أمزق نفسي لأجلكِ، رغم كل الجدران التي بنيتِها بيننا. أريدكِ رغم اليقين بأن الوصول إليكِ هو ضربٌ من الخيال، وعودةٌ إلى ماضٍ لم يعد بإمكاني استعادته.
صعدت إلى السيارة، وغرقت في صمتي، لا أعرف إلى أين تأخذني قدماي. كنتُ أريد أن أعود إليكِ، أن أخبركِ بكل ما يمزقني، لكن تذكرت أنكِ قد أغلقتِ كل الأبواب، وأحكمتِ الصمت بيننا.
أعلم أن الرجوع إليكِ مستحيل، لكنني أريدكِ… رغم كل شيء.
- جهاد مُحمّد