كأن هذه الأبيات قيلت في شهيد الإسلام والإنسانية.
يقول الهبل رضوان الله عليه، في رثاء جده الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام:
من قام للرحمن ينصر دينه
ويحوطه من أن يضام ويقهرا
من نابذ الطاغي اللعين وقادها
لقتاله شعث النواصي ضمرا
من باع من رب البرية نفسه
يا نعم بائعها ونعم من اشترى
.
من لا يسامي كل فضل فضله
من لا يداني قدره أن يقدرا
.
هو صفوة الله الذي نعش الهدى
وحبيبه بالنص من خير الورى
.
قد فاق سادة بيته بمكارم
غراء جلت أن تعد وتحصرا
بسماحة نبوية قد أخجلت
بنوالها حتى الغمام الممطرا
وشجاعة علوية قد أخرست
ليث الشرى في غابه أن يزأرا
ما زال مذ عقدت يداه إزاره
لم يدر كذبا في المقال ولا افترا
لما تكامل فيه كل فضيلة
وسرى بأفق المجد بدرا نيرا
ورأى الضلال وقد طغى طوفانه
والحق قد ولى هنالك مدبرا
سل السيوف البيض من عزماته
ليؤيد الدين الحنيف وينصرا
وسرى على نجب الشهادة قاصدا
دار البقا يا قرب ما حمد السرى
وغدا وقد عقد اللوا مستغفرا
تحت اللوا ومهللا ومكبرا
لله يحمد حين أكمل دينه
وأناله الفضل الجزيل الأوفرا
.
ومنها:
ونعته أطيار السماء بواكيا
لما رأت أمرا فظيعا منكرا
.
أما عليك أبا الحسين فلم يزل
حزني جديد الثوب حتى أقبرا
لم يبق لي بعد التجلد والأسى
إلا فنائي حسرة وتفكرا
يا عظم ما نالته منك معاشر
سحقا لهم بين البرية معشرا
.
يا ليتني كنت الفداء وأنه
لم يجر فيك من الأعادي ما جرى
.
فاسعد لدى رضوان بالرضوان من
رب السماء فما أحق وأجدرا
يهنيك قد جاورت جدك أحمدا
وأنالك الله الجزاء الأوفرا
أهون بهذي الدار في جنب التي
أصبحت فيها للنعيم مخيرا
لو كان للدنيا لدى خلاقها
قدر لخولك النصيب الأكثرا
بل كنت عند الله جل جلاله
من أن ينيلكها أجل وأخطرا
يا ليت شعري هل أكون مجاورا
لك أم تردني الذنوب إلى الورا
أأذاد عنكم في غد وأنا الذي
لي من ودادك ذمة لن تخفرا
قل ذا الفتى حضر اللقا معنا وإن
أبطا به عنا الزمان وأخرا
يا خير من بقيامه ظهر الهدى
في الأرض وانهزم الضلال وقهقرا
عذرا إذا قصرت لديك مدايحي
فيحق لي يا سيدي أن أعذرا
.
صلى عليك الله بعد محمد
ما سار ذكرك منجدا أو مغورا
والآل ما حيا الصبا زهر الربى
سحرا وعطر طيب ذكرك منبرا