27.04.202523:52
أكثرُ كلمةٍ لُبِّسَ بها على الناس في عصرنا = هي كلمة "الجديد" و"التجديد"، ولا سيما في الشرعيات !!!.
إن غالب ما يسمُّونه اليوم "جديدا" ليس سوى إعادة تدويرٍ للقديم في صورةٍ إذا رآها الضعفاء وقاصِرُو النظر = حسبوها شيئا جديدا لم يطرق العالَم مثله !!!!.
وأما العقلاء فيعرفون أن العبرة بالمعاني لا بالألفاظ، والعبرة بالحقائق في نفسها لا بالحيثيات والاعتبارات.
إن غالب ما يسمُّونه اليوم "جديدا" ليس سوى إعادة تدويرٍ للقديم في صورةٍ إذا رآها الضعفاء وقاصِرُو النظر = حسبوها شيئا جديدا لم يطرق العالَم مثله !!!!.
وأما العقلاء فيعرفون أن العبرة بالمعاني لا بالألفاظ، والعبرة بالحقائق في نفسها لا بالحيثيات والاعتبارات.
24.04.202523:47
كان العلامةُ الكبير إمامُ اللغة في عصره محمد محمود التركزي الشنقيطي رحمه الله (ت 1322هـ/1904م) كثيرا ما يُنشِد في مجلسه هذين البيتين:
غنينا بنا عن كُلِّ مَن لا يريدنا
وإن كثُرَتْ أوصافُه ونعُوتُه
ومن صدَّ عنَّا حسْبُه الصَدُّ والقِلا
ومن فاتَنَا يكفيه أنا نَفُوتُه
وهذا شأنُ كلِّ ذي نخوةٍ يحفظ للعلم هيْبَتَه وحُرْمَتَه ولا يتطلع لتزاحم الجماهير، ولهذا ما زلتُ أستهجن ما يسمُّونه "جلسات البيع بالتوقيع" في معارض الكتب، ولا أستسيغها أبدا، مع احترامي البالغ لمن يفعل ذلك من العلماء والفضلاء، وأعلم أنّ منهم من هو تاجٌ فوق رأسي، ولكن يؤلمني جدا منظرُ ذلك العالِمُ أو المفكر وهو جالسٌ وحيدا في زاويةٍ يترقَّبُ من يشتري كتابه الذي استفرغ فيه عُصارةَ فِكْره وتجربةَ عمره، في الوقت الذي يتهافت فيه الجرادُ البشريّ على توقيع روايةٍ سخيفةٍ تافهةٍ !!.
غنينا بنا عن كُلِّ مَن لا يريدنا
وإن كثُرَتْ أوصافُه ونعُوتُه
ومن صدَّ عنَّا حسْبُه الصَدُّ والقِلا
ومن فاتَنَا يكفيه أنا نَفُوتُه
وهذا شأنُ كلِّ ذي نخوةٍ يحفظ للعلم هيْبَتَه وحُرْمَتَه ولا يتطلع لتزاحم الجماهير، ولهذا ما زلتُ أستهجن ما يسمُّونه "جلسات البيع بالتوقيع" في معارض الكتب، ولا أستسيغها أبدا، مع احترامي البالغ لمن يفعل ذلك من العلماء والفضلاء، وأعلم أنّ منهم من هو تاجٌ فوق رأسي، ولكن يؤلمني جدا منظرُ ذلك العالِمُ أو المفكر وهو جالسٌ وحيدا في زاويةٍ يترقَّبُ من يشتري كتابه الذي استفرغ فيه عُصارةَ فِكْره وتجربةَ عمره، في الوقت الذي يتهافت فيه الجرادُ البشريّ على توقيع روايةٍ سخيفةٍ تافهةٍ !!.
23.04.202507:18
دعني أقول لك ومن الآخر:
لا يوجد باحثٌ نزيهٌ محترم يشكُّ ولو مجرد شكٍّ في أشعرية الإمام النووي رحمه الله أو يجادل في ذلك أصلا، وذلك أن النووي نفسُه يقول لك بالفم المليان : أنا أشعري.
يعني مش محتاجة لشهادةٍ لا من الذهبي ولا من ابن السبكي ولا من غيرهما.
وخذ كتابا واحدا من كتب الإمام النووي رحمه الله، وهو شرحُه على صحيح مسلم، فقد أشار رحمه الله لمذهب الأشاعرة في مواضع كثيرة جدا من هذا الشرح مُعبِّرًا عنهم بـ "أصحابنا المتكلمون" أو "المتكلمون من أصحابنا"، و"أئمَّتُنا المتكلمون".
ومن ذلك قوله في 1/148: ((قال المحققون من أصحابنا المتكلمين: نفسُ التصديق لا يزيد ولا ينقص، والإيمان الشرعي يزيد وينقص بزيادة ثمراته وهي الأعمال)).
وقوله في: 1/155 ((ومن أحسنِ المصنّفات فيه ـ أي القدَر ـ وأكثرها فوائد = كتابُ الحافظ الفقيه أبي بكر البيهقي رضي الله عنه، وقد قرَّر أئمتُنا من المتكلمين ذلك أحسنَ تقريرٍ بدلائلهم القطعية السمعية والعقلية))
وقوله في: 3/115 ((واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبةٌ مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وكذلك باقي شبههم، وهي مستقصاةٌ في كتب الكلام))
وقوله 3/54: ((وهذا مذهب الأستاذ أبي المظفَّر الإسفرايني من أئمتنا الخراسانيين المتكلمين)).
ويقول 6/155 عند تقسيمه الخماسي للبدعة تبعًا لمن ذكره من العلماء كالعز ابن عبد السلام وغيره: ((فمن الواجبة نظمُ أدلة المتكلمين للردّ على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك)).
ويقول في 6/232 : ((وفيه دليل لمذهب أصحابنا المتكلمين ومن وافقهم أن الروح أجسام لطيفة متخلِّلة في البدن، وتذهب الحياة من الجسد بذهابها، وليس عرَضًا كما قاله آخرون)).
ويقول في 16/108: ((وفيه أن كرامات الأولياء قد تقع باختيارهم وطلبهم، وهذا هو الصحيحُ عند أصحابنا المتكلمين)).
هذه نماذج من كلامه رحمه الله، صحيحة، صريحة، فصيحة، لكن السوفسطائي يضرب بكلِّ هذا عرض الحائط، وهو لا يضرب إلا بنفسه وعقله واحترامه عند العقلاء.
لا يوجد باحثٌ نزيهٌ محترم يشكُّ ولو مجرد شكٍّ في أشعرية الإمام النووي رحمه الله أو يجادل في ذلك أصلا، وذلك أن النووي نفسُه يقول لك بالفم المليان : أنا أشعري.
يعني مش محتاجة لشهادةٍ لا من الذهبي ولا من ابن السبكي ولا من غيرهما.
وخذ كتابا واحدا من كتب الإمام النووي رحمه الله، وهو شرحُه على صحيح مسلم، فقد أشار رحمه الله لمذهب الأشاعرة في مواضع كثيرة جدا من هذا الشرح مُعبِّرًا عنهم بـ "أصحابنا المتكلمون" أو "المتكلمون من أصحابنا"، و"أئمَّتُنا المتكلمون".
ومن ذلك قوله في 1/148: ((قال المحققون من أصحابنا المتكلمين: نفسُ التصديق لا يزيد ولا ينقص، والإيمان الشرعي يزيد وينقص بزيادة ثمراته وهي الأعمال)).
وقوله في: 1/155 ((ومن أحسنِ المصنّفات فيه ـ أي القدَر ـ وأكثرها فوائد = كتابُ الحافظ الفقيه أبي بكر البيهقي رضي الله عنه، وقد قرَّر أئمتُنا من المتكلمين ذلك أحسنَ تقريرٍ بدلائلهم القطعية السمعية والعقلية))
وقوله في: 3/115 ((واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبةٌ مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وكذلك باقي شبههم، وهي مستقصاةٌ في كتب الكلام))
وقوله 3/54: ((وهذا مذهب الأستاذ أبي المظفَّر الإسفرايني من أئمتنا الخراسانيين المتكلمين)).
ويقول 6/155 عند تقسيمه الخماسي للبدعة تبعًا لمن ذكره من العلماء كالعز ابن عبد السلام وغيره: ((فمن الواجبة نظمُ أدلة المتكلمين للردّ على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك)).
ويقول في 6/232 : ((وفيه دليل لمذهب أصحابنا المتكلمين ومن وافقهم أن الروح أجسام لطيفة متخلِّلة في البدن، وتذهب الحياة من الجسد بذهابها، وليس عرَضًا كما قاله آخرون)).
ويقول في 16/108: ((وفيه أن كرامات الأولياء قد تقع باختيارهم وطلبهم، وهذا هو الصحيحُ عند أصحابنا المتكلمين)).
هذه نماذج من كلامه رحمه الله، صحيحة، صريحة، فصيحة، لكن السوفسطائي يضرب بكلِّ هذا عرض الحائط، وهو لا يضرب إلا بنفسه وعقله واحترامه عند العقلاء.


10.04.202521:55
10.04.202518:10
شتان بين كلامٍ لا يُفهَمُ بسبب دقَّة موضوعه و وعورة مسائله، كمن يتكلم في العلوم الدقيقة والمجرَّدة.
وبين كلامٍ لا يُفهَمُ بسبب ركاكتِه وغثاثَتِه وبرودِه وتكلُّفِه، كاشتماله على "تعقيدٍ لفظي" أو "معنوي" أو "ضعفِ تأليفٍ" أو نحوها من العيوب التي يذكرها علماء البلاغة في مبحث المُخِلاَّت بفصاحة الكلام.
والإنسان الذي يكتب كلاما لا يفهمه الناسُ:
إمّا أنه يُحلِّق في أفقٍ عالٍ لا يصله غيرُه، وعقلُه فوق العقول.
وإمَّا أنه دجَّالٌ يستر عوار جهله بستار الغموض والمصطلحات المولَّدة، كما يتستَّر اللصوصُ بجنح الظلام.
وإنما ((أحسن الكلام ما عرف الخاصَّةُ فضْلَه، وفهم العامّةُ معناه)) كما قاله ابن الأثير رحمه الله في "المثل السائر"، وهو ما يُسمِّيه البلاغيون: "السهل الممتنع".
وبين كلامٍ لا يُفهَمُ بسبب ركاكتِه وغثاثَتِه وبرودِه وتكلُّفِه، كاشتماله على "تعقيدٍ لفظي" أو "معنوي" أو "ضعفِ تأليفٍ" أو نحوها من العيوب التي يذكرها علماء البلاغة في مبحث المُخِلاَّت بفصاحة الكلام.
والإنسان الذي يكتب كلاما لا يفهمه الناسُ:
إمّا أنه يُحلِّق في أفقٍ عالٍ لا يصله غيرُه، وعقلُه فوق العقول.
وإمَّا أنه دجَّالٌ يستر عوار جهله بستار الغموض والمصطلحات المولَّدة، كما يتستَّر اللصوصُ بجنح الظلام.
وإنما ((أحسن الكلام ما عرف الخاصَّةُ فضْلَه، وفهم العامّةُ معناه)) كما قاله ابن الأثير رحمه الله في "المثل السائر"، وهو ما يُسمِّيه البلاغيون: "السهل الممتنع".
05.04.202520:45
أنت حُرٌّ بقَدْرِ ما تتخلَّى
25.04.202517:43
👆👆👆👆👆
رأي د.عبد الرحمن بدوي رحمه الله في ضرورة المزاوجة بين الطريقتين التراثية والحديثة، وهو كلامٌ في غاية الوجاهة، وهذه وظيفة من يريد أن يكون باحثا أو عالما بحقّ.
وذلك أن غالب من نشأ على أساليب الأكاديميا المعاصرة ولم يَرْتَضْ بلغة المتون والشروح والحواشي ولم يمارس تفكيكَ عباراتها الدقيقة = تجِدْ عندهم عُقْمًا شديدا في فهم النصوص يصل أحيانا لحدِّ "العِنَّة" و"العجز"، وإذا تعاطوا تحقيق هذه النصوص ونشْرَها جاؤوا بما يضحك منه الثكلى، وفضحوا أنفسهم على رؤوس الأشهاد، ولا أحتاج لضرب أمثلةٍ فهي كثيرة جدا.
وكذلك من يقتصر على الكتب القديمة وأساليبها، ولا ينفتحُ على ما استجدّ في الحقول العلمية والبحثية من طرائقَ ومناهج = تجِدْه منغلقا جامدا في تفكيره، وقد سمعتُ بأذني بعضَ من يشرح المتون العلمية ويستشهد في دروسه بأمثلةٍ عفا عليها الدهرُ وطواها النسيان، كحكم الزواج بإنسانة الماء، والعناصر الأربعة التي يُسمُّونها الأسطقسات، وأن إبصار العين يكون باتصال الشعاع المخروطي، ونحوها من النظريات القديمة التي ذكرها السابقون في كتبهم، وهم معذورون في التمثيل بها لأنها ثقافة عصورهم، وأمَّا من يعيش في القرن الحادي والعشرين فأيّ عذرٍ له في هذا؟! وإنما العالِمُ من يعيش زمانَه لا زمانَ غيره الذي ولّى وأدْبَرَ !!.
رأي د.عبد الرحمن بدوي رحمه الله في ضرورة المزاوجة بين الطريقتين التراثية والحديثة، وهو كلامٌ في غاية الوجاهة، وهذه وظيفة من يريد أن يكون باحثا أو عالما بحقّ.
وذلك أن غالب من نشأ على أساليب الأكاديميا المعاصرة ولم يَرْتَضْ بلغة المتون والشروح والحواشي ولم يمارس تفكيكَ عباراتها الدقيقة = تجِدْ عندهم عُقْمًا شديدا في فهم النصوص يصل أحيانا لحدِّ "العِنَّة" و"العجز"، وإذا تعاطوا تحقيق هذه النصوص ونشْرَها جاؤوا بما يضحك منه الثكلى، وفضحوا أنفسهم على رؤوس الأشهاد، ولا أحتاج لضرب أمثلةٍ فهي كثيرة جدا.
وكذلك من يقتصر على الكتب القديمة وأساليبها، ولا ينفتحُ على ما استجدّ في الحقول العلمية والبحثية من طرائقَ ومناهج = تجِدْه منغلقا جامدا في تفكيره، وقد سمعتُ بأذني بعضَ من يشرح المتون العلمية ويستشهد في دروسه بأمثلةٍ عفا عليها الدهرُ وطواها النسيان، كحكم الزواج بإنسانة الماء، والعناصر الأربعة التي يُسمُّونها الأسطقسات، وأن إبصار العين يكون باتصال الشعاع المخروطي، ونحوها من النظريات القديمة التي ذكرها السابقون في كتبهم، وهم معذورون في التمثيل بها لأنها ثقافة عصورهم، وأمَّا من يعيش في القرن الحادي والعشرين فأيّ عذرٍ له في هذا؟! وإنما العالِمُ من يعيش زمانَه لا زمانَ غيره الذي ولّى وأدْبَرَ !!.
24.04.202515:28
لا أتصوَّر البتَّةَ أن يكون العالِمُ مُتكبِّرا، وذلك أنه لا يكون عالِمًا إلا وهو يعلمُ أن ما فاته أعظم مما أدْرَكَ، وذلك إنما يدعوه للتواضع وهضْمِ النفس وخفضِ الجناح، بخلاف مَن يتمسَّحُ برسوم العلم من جاهٍ ومنصب ويتزيّا بزِيِّه، وهو خِلْوٌ من حقيقته !!.
وغالبُ الأذكياء لا يَرَوْن أنفسَهم شيئا، ولا يرْضَوْن عن علمهم بحالٍ، ولهذا لا يزال أحدُهم في استزادةٍ من البحث والمراجعة، بخلاف الجهول الذي يتصوَّرُ أنه قد حسم الأمور، وأحاط بكلّ شيءٍ علمًا.
وغالبُ الأذكياء لا يَرَوْن أنفسَهم شيئا، ولا يرْضَوْن عن علمهم بحالٍ، ولهذا لا يزال أحدُهم في استزادةٍ من البحث والمراجعة، بخلاف الجهول الذي يتصوَّرُ أنه قد حسم الأمور، وأحاط بكلّ شيءٍ علمًا.
19.04.202502:06
👆👆👆👆👆
علم المنطق أو علم الميزان هو من العلوم العقلية التي تحتاج إلى تدرُّجٍ في الطلب، وذهنٍ متوقّدٍ، وصبرٍ في التحصيل، وذلك لدقّة مباحثه، وإلا كان حالُ طالبِه كما قال العلامة الشوكانيّ رحمه الله: (وكثيرا من يظنُّ أنه قد عرف علم المنطق وهو لا يعرفه، لأنه علمٌ دقيقٌ لا يفتح مقفلاته إلا أذهان الخاصّة).
وأقترح أن تكون دراسة هذا العلم كما يلي:
1- فأولا: على الطالب أن يقرأ منظومة (السُلّم المنورق) للعلامة عبد الرحمن الأخضري رحمه الله مع حفظها عن ظهر قلبٍ، وشروح هذا المتن كثيرة جدا، منها شرحُ الناظم نفسه، وشرح الشيخ حسن القويسني، وشرح الشيخ الملوي، وشرح البنَّاني، كما وضع عليه شيخ الإسلام إبراهيم الباجوري رحمه الله حاشية مفيدة جدا جمع فيها زبدة تلك الشروح والحواشي كما هي عادته في سائر مصنفاته.
ومن أحسن الشروح المعاصرة على السُلَّم: شرح الشيخ عبد الملك السعدي حفظه الله، واسمه: "الشرح الواضح المنسّق على متن السلم المرونق"، فهذا الشرح قريب المأخذ سهل العبارة، مدعَّمٌ بالأمثلة التوضيحية، وكذلك شرح الشيخ فرج الجندي الأزهري مفيدٌ جدا للمبتدئين، وقد انتفعتُ به جدا في أوائل قراءتي لهذا العلم.
2- ثم يقرأ الطالب "متن إيساغوجي" لأثير الدين الأبهري، وشروحُه كثيرة جدا، ومن أشهرها تداولا = شرحُ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله المُسَمَّى بـ "المطلع"، وهذا الشرح عليه حواشي لا تُحْصَى، ومن أحسنها: حاشية الشيخ الحفناوي، وحاشية الشيخ محمد عليش المالكي رحمه الله.
3- ثم يقرأ: متن (تهذيب المنطق) للعلامة سعد الدين التفتازاني، وعليه شروحٌ، من أشهرها: (التذهيب شرح التهذيب) للخبيصي، وعلى هذا الشرح حاشية نفيسة محرّرة لشيخ الإسلام حسن العطار رحمه الله، ومن شروحه أيضا: شرح الملاّ عبدالله اليزدي، وهوالمعتمد في الحوزات الشيعية.
وهذه المتون الثلاثة: (السُلّم والتهذيب وإيساغوجي) هي الكتب الأساسية لدراسة هذا العلم في المرحلة الأولى، وينبغي أن يضمّ الطالبُ إليها كتبًا مساعدة مثل: "مذكرة آداب البحث" للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وكتاب "ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة" للشيخ حبنكة الميداني، وكتاب "المنطق" للشيخ محمد رضا المظفر، وهو من كتب الشيعة، ومقرَّرٌ في حوزاتهم، ولهم عناية شديدةٌ بمدارسته.
وهذه الكتب المساعدة يلجأ إليها الطالب لتذليل الصعاب التي تعرض له عند قراءة تلك المتون السابقة، لاسيما إذا لم يجد شيخا يقرأ عليه، ففي هذه الكتب العصرية ما يجلّي حيْرَته إن شاء الله.
4- ثم بعد هذه المرحلة: يقرأ الطالبُ متنا رابعا وهو "الرسالة الشمسية" لنجم الدين الكاتبي الملقب بـ "دَبِيران"، وأهمُّ شروحها هو شرح العلامة قطب الدين الرازي التحتاني، مع حواشي السيد الشريف الجرجاني رحمه الله.
ولاشك أن الطالب إذا قرأ هذه الكتب وفهمها كما ينبغي فقد حصَّلَ الكفاية وزيادة، وسيمكِّنه ذلك من الخوض في عُبَاب مطوّلات هذا العلم كشروح المطالع وحواشيها، ومنطق الشفا لابن سينا، وغيرها، ولا ريب أن المنطق مقدمة للعلوم الكلامية والفلسفية، ومن لا يُحْكِمُ فنّ المنطق ولا يعرف اصطلاحاته فلا قدرة له على فهم هذه العلوم.
تنبيه:
هذا المنهج الذي اقترحتُه هنا هو بحسب ما جرت به العادةُ في الأقطار العربية كالشام ومصر وبلاد المغرب العربي.
وأما طريقة الأعاجم في بلاد الهند والأفغان وما وراء النهر = فهي تختلف عن هذه، ولهم متونٌ أخرى مشهورةٌ عندهم، مثل: "تصريح المنطق" لمحمد علي خان البخاري، و"المرقاة" لمولانا فضل إمام الخيرآبادي، و"سُلَّم العلوم" للشيخ محب الله البهاري، كما يعتنون أيضا بـ "تهذيب المنطق" للتفتازاني، و"الشمسية" بشرح القطب التحتاني، وذلك حسب الدرس النظامي الذي وضعه لهم الملاّ نظام الدين السِّهالوي رحمه الله (ت 1161هـ).
علم المنطق أو علم الميزان هو من العلوم العقلية التي تحتاج إلى تدرُّجٍ في الطلب، وذهنٍ متوقّدٍ، وصبرٍ في التحصيل، وذلك لدقّة مباحثه، وإلا كان حالُ طالبِه كما قال العلامة الشوكانيّ رحمه الله: (وكثيرا من يظنُّ أنه قد عرف علم المنطق وهو لا يعرفه، لأنه علمٌ دقيقٌ لا يفتح مقفلاته إلا أذهان الخاصّة).
وأقترح أن تكون دراسة هذا العلم كما يلي:
1- فأولا: على الطالب أن يقرأ منظومة (السُلّم المنورق) للعلامة عبد الرحمن الأخضري رحمه الله مع حفظها عن ظهر قلبٍ، وشروح هذا المتن كثيرة جدا، منها شرحُ الناظم نفسه، وشرح الشيخ حسن القويسني، وشرح الشيخ الملوي، وشرح البنَّاني، كما وضع عليه شيخ الإسلام إبراهيم الباجوري رحمه الله حاشية مفيدة جدا جمع فيها زبدة تلك الشروح والحواشي كما هي عادته في سائر مصنفاته.
ومن أحسن الشروح المعاصرة على السُلَّم: شرح الشيخ عبد الملك السعدي حفظه الله، واسمه: "الشرح الواضح المنسّق على متن السلم المرونق"، فهذا الشرح قريب المأخذ سهل العبارة، مدعَّمٌ بالأمثلة التوضيحية، وكذلك شرح الشيخ فرج الجندي الأزهري مفيدٌ جدا للمبتدئين، وقد انتفعتُ به جدا في أوائل قراءتي لهذا العلم.
2- ثم يقرأ الطالب "متن إيساغوجي" لأثير الدين الأبهري، وشروحُه كثيرة جدا، ومن أشهرها تداولا = شرحُ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله المُسَمَّى بـ "المطلع"، وهذا الشرح عليه حواشي لا تُحْصَى، ومن أحسنها: حاشية الشيخ الحفناوي، وحاشية الشيخ محمد عليش المالكي رحمه الله.
3- ثم يقرأ: متن (تهذيب المنطق) للعلامة سعد الدين التفتازاني، وعليه شروحٌ، من أشهرها: (التذهيب شرح التهذيب) للخبيصي، وعلى هذا الشرح حاشية نفيسة محرّرة لشيخ الإسلام حسن العطار رحمه الله، ومن شروحه أيضا: شرح الملاّ عبدالله اليزدي، وهوالمعتمد في الحوزات الشيعية.
وهذه المتون الثلاثة: (السُلّم والتهذيب وإيساغوجي) هي الكتب الأساسية لدراسة هذا العلم في المرحلة الأولى، وينبغي أن يضمّ الطالبُ إليها كتبًا مساعدة مثل: "مذكرة آداب البحث" للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وكتاب "ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة" للشيخ حبنكة الميداني، وكتاب "المنطق" للشيخ محمد رضا المظفر، وهو من كتب الشيعة، ومقرَّرٌ في حوزاتهم، ولهم عناية شديدةٌ بمدارسته.
وهذه الكتب المساعدة يلجأ إليها الطالب لتذليل الصعاب التي تعرض له عند قراءة تلك المتون السابقة، لاسيما إذا لم يجد شيخا يقرأ عليه، ففي هذه الكتب العصرية ما يجلّي حيْرَته إن شاء الله.
4- ثم بعد هذه المرحلة: يقرأ الطالبُ متنا رابعا وهو "الرسالة الشمسية" لنجم الدين الكاتبي الملقب بـ "دَبِيران"، وأهمُّ شروحها هو شرح العلامة قطب الدين الرازي التحتاني، مع حواشي السيد الشريف الجرجاني رحمه الله.
ولاشك أن الطالب إذا قرأ هذه الكتب وفهمها كما ينبغي فقد حصَّلَ الكفاية وزيادة، وسيمكِّنه ذلك من الخوض في عُبَاب مطوّلات هذا العلم كشروح المطالع وحواشيها، ومنطق الشفا لابن سينا، وغيرها، ولا ريب أن المنطق مقدمة للعلوم الكلامية والفلسفية، ومن لا يُحْكِمُ فنّ المنطق ولا يعرف اصطلاحاته فلا قدرة له على فهم هذه العلوم.
تنبيه:
هذا المنهج الذي اقترحتُه هنا هو بحسب ما جرت به العادةُ في الأقطار العربية كالشام ومصر وبلاد المغرب العربي.
وأما طريقة الأعاجم في بلاد الهند والأفغان وما وراء النهر = فهي تختلف عن هذه، ولهم متونٌ أخرى مشهورةٌ عندهم، مثل: "تصريح المنطق" لمحمد علي خان البخاري، و"المرقاة" لمولانا فضل إمام الخيرآبادي، و"سُلَّم العلوم" للشيخ محب الله البهاري، كما يعتنون أيضا بـ "تهذيب المنطق" للتفتازاني، و"الشمسية" بشرح القطب التحتاني، وذلك حسب الدرس النظامي الذي وضعه لهم الملاّ نظام الدين السِّهالوي رحمه الله (ت 1161هـ).
10.04.202520:50
☝️☝️☝️☝️
قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله:
(( واعلموا أن كلَّ أمةٍ أدبرت فإنهم ينتظرون من العودة ويُمنُّون أنفسَهم من الرجعة بمثل ما تُمنِّي به بنو إسرائيل أنفسهم، ويذكرون في ذلك مواعيد سخر أوائلُهم بها كما سخر أوائلُ اليهود منهم بها، فأملٌ كأملٍ ولا فرق، كانتظار مجوس الفرس بهرام هماوند، وقد أُركِبَ البقرة، وانتظار الروافض للمهديّ، وانتظار النصارى الذي يأتيهم في السحاب، وانتظار الصابئين أيضا لقصة أخرى، وانتظار غيرهم للسفياني )).
الفَصْل لابن حزم: 2/224.
قلت: هذا نصٌّ عبقري لابن حزم.
والأمر كما قال، فلا تخلو ديانةٌ سماويةٌ أو وضعيةٌ من عقيدة "المُخَلِّص" أو "المنقذ المنتظَر".. وهذه العقيدةُ قديمة قدمَ التاريخ، وكلُّ أصحاب دينٍ ينتظرون مخلِّصًا يظهر في آخر الزمان، ويكون ظهورُه بدايةً لنهاية العالم:
فهذا المخلِّص هو "ملك إسرائيل" المنتظر عند اليهود.
وهو "الباروسيا" أو المجيء الثاني للمسيح عند طوائف النصارى.
وهو "سوشیانت" عند المجوس الزرادشتيين.
وهو "كالگي" الأفتار العاشر للإله "فيشنو" عند الهندوس الوثنيين، ويزعمون أنهم يأتيهم على حصانٍ أبيض وبيده سيفٌ يُشْهِره لاستئصال الشرور من العالم.
وهو "الإمام الثاني عشر" عند الروافض الإمامية، وهم ينتظرونه منذ ألف ومائة عام ليثأر لمقتل الحسين في كربلاء.
وأحاديثُ المهدي عند أهل السنة في أسانيدها مقالٌ، وصرَّحَ كثيرٌ من النُقَّاد كالحافظ الجُوزقاني (ت 543هـ) في "الأباطيل" = أن صريحها غير صحيح، وصحيحها غير صريح.
ولو صحَّت فغايةُ ما فيها هو البشارة بخليفةٍ عادلٍ في آخر الزمان، يكون من النسل النبوي، لا أنه يكون مخلِّصًا أو منقذا على ذلك النحو الميثولوجي الموجود في تلك المذاهب والديانات.
ومسألة المهدوية ليست من العقائد القطعية عند أهل السنة والجماعة، ولهذا لم يذكرها المتقدمون الذي صنَّفوا في العقائد كأبي جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة، وإنما هي من مباحث السمعيات الظنية.
فالمقصود = أن كلّ ديانةٍ لابد أن تجد عندها منتظرا مخلِّصًا، لا جَرَمَ أن هذه الديانات الباطلة كلّها ستتبع المسيح الدجّال في آخر الزمان، لأنها ستعتقد فيه أنه مخلّصها المنتظر، ولهذا كانت فتنة الدجال أعظم فتنةٍ على ظهر هذه البسيطة مُذْ كان آدم عليه السلام كما ثبت في "الصحيح" وغيره.
قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله:
(( واعلموا أن كلَّ أمةٍ أدبرت فإنهم ينتظرون من العودة ويُمنُّون أنفسَهم من الرجعة بمثل ما تُمنِّي به بنو إسرائيل أنفسهم، ويذكرون في ذلك مواعيد سخر أوائلُهم بها كما سخر أوائلُ اليهود منهم بها، فأملٌ كأملٍ ولا فرق، كانتظار مجوس الفرس بهرام هماوند، وقد أُركِبَ البقرة، وانتظار الروافض للمهديّ، وانتظار النصارى الذي يأتيهم في السحاب، وانتظار الصابئين أيضا لقصة أخرى، وانتظار غيرهم للسفياني )).
الفَصْل لابن حزم: 2/224.
قلت: هذا نصٌّ عبقري لابن حزم.
والأمر كما قال، فلا تخلو ديانةٌ سماويةٌ أو وضعيةٌ من عقيدة "المُخَلِّص" أو "المنقذ المنتظَر".. وهذه العقيدةُ قديمة قدمَ التاريخ، وكلُّ أصحاب دينٍ ينتظرون مخلِّصًا يظهر في آخر الزمان، ويكون ظهورُه بدايةً لنهاية العالم:
فهذا المخلِّص هو "ملك إسرائيل" المنتظر عند اليهود.
وهو "الباروسيا" أو المجيء الثاني للمسيح عند طوائف النصارى.
وهو "سوشیانت" عند المجوس الزرادشتيين.
وهو "كالگي" الأفتار العاشر للإله "فيشنو" عند الهندوس الوثنيين، ويزعمون أنهم يأتيهم على حصانٍ أبيض وبيده سيفٌ يُشْهِره لاستئصال الشرور من العالم.
وهو "الإمام الثاني عشر" عند الروافض الإمامية، وهم ينتظرونه منذ ألف ومائة عام ليثأر لمقتل الحسين في كربلاء.
وأحاديثُ المهدي عند أهل السنة في أسانيدها مقالٌ، وصرَّحَ كثيرٌ من النُقَّاد كالحافظ الجُوزقاني (ت 543هـ) في "الأباطيل" = أن صريحها غير صحيح، وصحيحها غير صريح.
ولو صحَّت فغايةُ ما فيها هو البشارة بخليفةٍ عادلٍ في آخر الزمان، يكون من النسل النبوي، لا أنه يكون مخلِّصًا أو منقذا على ذلك النحو الميثولوجي الموجود في تلك المذاهب والديانات.
ومسألة المهدوية ليست من العقائد القطعية عند أهل السنة والجماعة، ولهذا لم يذكرها المتقدمون الذي صنَّفوا في العقائد كأبي جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة، وإنما هي من مباحث السمعيات الظنية.
فالمقصود = أن كلّ ديانةٍ لابد أن تجد عندها منتظرا مخلِّصًا، لا جَرَمَ أن هذه الديانات الباطلة كلّها ستتبع المسيح الدجّال في آخر الزمان، لأنها ستعتقد فيه أنه مخلّصها المنتظر، ولهذا كانت فتنة الدجال أعظم فتنةٍ على ظهر هذه البسيطة مُذْ كان آدم عليه السلام كما ثبت في "الصحيح" وغيره.
06.04.202500:49
لا ريبَ أن تصوير الكتب المطبوعة حديثًا فيه ضررٌ بالغ على الناشر والمحقّق على حدٍّ سواء، ومن ينفي وقوعَ هذا الضرر فهو مكابرٌ.
لأن الإنسان إذا احتاج إلى كتابٍ سعى إلى شرائه ورقيا بماله، لكنه قد ينثني عن ذلك متى عَلِمَ أنه مصوّرٌ pdf ومتاحٌ للتحميل مجّانا، وهذا وقع لي كما وقع لغيري.
وأنا عادةً لا أشتري كتابا أجده مصوَّرًا، اللهم إلا إذا كان كتابا مميَّزا جدا وله قيمة علمية عالية، أو كان من الأصول المهمة، ولا أُدخِلُ في خزانة كتبي إلا هذا النوع من الكتب المهمة والمميزة، وليس كلُّ ما ينشره الناشرون - بل ولا أغلبه - هو من هذا القبيل المهم، فكثيرٌ مما يُنشَر في السنوات الأخيرة هو من النوع الذي يُستغْنَى عنه بغيره، وإذا توفَّرَ مصوَّرا ازداد الاستغناء.
وبهذا يتبيَّنُ أن الضرر واقعٌ ومتحقّق بلا ريبٍ.
ولا يقال: إن هذا تراثُ الأمة، وليس ملكًا لأحدٍ، ولا يحق لأيّ جهةٍ أن تحتكره.
لأننا نقول: هذه مغالطة، فالعمل المحقَّقُ قد يُبذَل فيه أحيانا من الجهد تصحيحا وضبطا ومقابلة.. الخ = ما لا يقلّ عن الجهد المبذول في تأليفه، وبعضهم أمضى في تحقيق كتابٍ عشر سنوات أو أكثر، ومن جرَّبَ التعاطي مع النصوص المخطوطة = عَلِمَ هذا يقينا.
والمحققون أو دار النشر لا يدّعون ملكية حقوق الكتاب المخطوط، حتى نقول لهم: هذا تراثُ الأمة ولا يحقّ لكم احتكاره، بل حقوقهم متعلقة بالعمل المحقّق فقط وما يتبعه من فهارس وكشّافات تحليلية، فهذا لا يحقّ لأحدٍ تصويره إلا بإذنٍ منهم أو بعد مرور وقتٍ كافٍ على طباعته مثل خمس سنوات مثلا، بحيث يغلب على الظنّ انتفاء الضرر الواقع.
وهذا كله من باب إعمال القاعدة الشرعية المجمَع عليها: لا ضرر ولا ضرار.
لأن الإنسان إذا احتاج إلى كتابٍ سعى إلى شرائه ورقيا بماله، لكنه قد ينثني عن ذلك متى عَلِمَ أنه مصوّرٌ pdf ومتاحٌ للتحميل مجّانا، وهذا وقع لي كما وقع لغيري.
وأنا عادةً لا أشتري كتابا أجده مصوَّرًا، اللهم إلا إذا كان كتابا مميَّزا جدا وله قيمة علمية عالية، أو كان من الأصول المهمة، ولا أُدخِلُ في خزانة كتبي إلا هذا النوع من الكتب المهمة والمميزة، وليس كلُّ ما ينشره الناشرون - بل ولا أغلبه - هو من هذا القبيل المهم، فكثيرٌ مما يُنشَر في السنوات الأخيرة هو من النوع الذي يُستغْنَى عنه بغيره، وإذا توفَّرَ مصوَّرا ازداد الاستغناء.
وبهذا يتبيَّنُ أن الضرر واقعٌ ومتحقّق بلا ريبٍ.
ولا يقال: إن هذا تراثُ الأمة، وليس ملكًا لأحدٍ، ولا يحق لأيّ جهةٍ أن تحتكره.
لأننا نقول: هذه مغالطة، فالعمل المحقَّقُ قد يُبذَل فيه أحيانا من الجهد تصحيحا وضبطا ومقابلة.. الخ = ما لا يقلّ عن الجهد المبذول في تأليفه، وبعضهم أمضى في تحقيق كتابٍ عشر سنوات أو أكثر، ومن جرَّبَ التعاطي مع النصوص المخطوطة = عَلِمَ هذا يقينا.
والمحققون أو دار النشر لا يدّعون ملكية حقوق الكتاب المخطوط، حتى نقول لهم: هذا تراثُ الأمة ولا يحقّ لكم احتكاره، بل حقوقهم متعلقة بالعمل المحقّق فقط وما يتبعه من فهارس وكشّافات تحليلية، فهذا لا يحقّ لأحدٍ تصويره إلا بإذنٍ منهم أو بعد مرور وقتٍ كافٍ على طباعته مثل خمس سنوات مثلا، بحيث يغلب على الظنّ انتفاء الضرر الواقع.
وهذا كله من باب إعمال القاعدة الشرعية المجمَع عليها: لا ضرر ولا ضرار.
30.03.202502:45
👆👆👆👆
كتاب المواقف للنِفَّري لا أعلم من قال بانتحاله جملةً وتفصيلا، وكثيرٌ من أئمة الصوفية ينقلون منه كالشيخ الأكبر في فتوحاته.
لكن أثيرت منذ القديم إشكالية تصنيفه وترتيبه، وذكر عفيف الدين التلمساني عند شرْحِه لهذا الكتاب أن النفَّري لم يكن هو الذي ألَّفه ورتَّبه هذا الترتيب الموجود، لأنه لم يؤلف كتابًا أصلا، بل كان يكتب هذه النصوص في جذاذاتٍ متفرقة، ثم جمعها حفيدُه - وقيل: ابن بنته - ورتَّبها هذا الترتيب.
كما شكك آخرون في أصالة بعض (المواقف) التي فيه، و ذكروا أنها زِيدَت عليها، وليست من كلام النِفَّري.
ونصُّ كلام العفيف التلمساني عند شرحه لموقف (لا تطرف):
((هذا التنزُّلُ ليس هذا الموقفُ موقفَه، إذ هو لائق بأهل البداية، وهو مما يدلّ على ما قيل: إن الذي ألَّف هذه المواقف هو ولد ولد الشيخ النِفّري رحمه الله، وليس هو الشيخ نفسه، إذ كان الشيخ لم يؤلف كتابا، وإنما كان يكتب هذه التنزُّلات في جذاذاتِ أوراقٍ نُقلت بعده، فإنه كان مُولَّهًا لا يقيم بأرض، ولا يتعرف إلى أحدٍ، وذُكِر أنه توفي بأرض مصر في بعض قراها، والله أعلم بجلية أمره) انتهى.
والنِفَّري بكسر النون ثم فاء مفتوحة مشددة، نسبةً إلى (نِفَّر) وهو موضع بالعراق، هكذا ضبطه ياقوت الحموي في "معجم البلدان".
كتاب المواقف للنِفَّري لا أعلم من قال بانتحاله جملةً وتفصيلا، وكثيرٌ من أئمة الصوفية ينقلون منه كالشيخ الأكبر في فتوحاته.
لكن أثيرت منذ القديم إشكالية تصنيفه وترتيبه، وذكر عفيف الدين التلمساني عند شرْحِه لهذا الكتاب أن النفَّري لم يكن هو الذي ألَّفه ورتَّبه هذا الترتيب الموجود، لأنه لم يؤلف كتابًا أصلا، بل كان يكتب هذه النصوص في جذاذاتٍ متفرقة، ثم جمعها حفيدُه - وقيل: ابن بنته - ورتَّبها هذا الترتيب.
كما شكك آخرون في أصالة بعض (المواقف) التي فيه، و ذكروا أنها زِيدَت عليها، وليست من كلام النِفَّري.
ونصُّ كلام العفيف التلمساني عند شرحه لموقف (لا تطرف):
((هذا التنزُّلُ ليس هذا الموقفُ موقفَه، إذ هو لائق بأهل البداية، وهو مما يدلّ على ما قيل: إن الذي ألَّف هذه المواقف هو ولد ولد الشيخ النِفّري رحمه الله، وليس هو الشيخ نفسه، إذ كان الشيخ لم يؤلف كتابا، وإنما كان يكتب هذه التنزُّلات في جذاذاتِ أوراقٍ نُقلت بعده، فإنه كان مُولَّهًا لا يقيم بأرض، ولا يتعرف إلى أحدٍ، وذُكِر أنه توفي بأرض مصر في بعض قراها، والله أعلم بجلية أمره) انتهى.
والنِفَّري بكسر النون ثم فاء مفتوحة مشددة، نسبةً إلى (نِفَّر) وهو موضع بالعراق، هكذا ضبطه ياقوت الحموي في "معجم البلدان".


25.04.202517:43


23.04.202520:04
#اليوم_العالمي_للكتاب
مِن أبدع ما قيل في عشق الكتب
= ما أنشده ياقوت في "معجم الأدباء" 1/13 لبعضهم:
ومجموعةٍ فيها علومٌ كثيرةٌ
تَقَرُّ بما فيها عُيونُ الأفاضِلِ
ألَذُّ مِنَ النُّعْمَى وأحْلَى من المُنَى
وأحسَنُ مِن وجهِ الحبيبِ المُواصِلِ
حَكَتْ روضةً حاكتْ يدُ القَطْرِ وَشْيَها
ومَسَّكَ رَيَّاها نسيمُ الأصَائلِ
أطالعُها في كلِّ وقتٍ فأجْتَلِي
عقائلَ يُغْلِي مَهْرَها كُلُّ عَاقِلِ
وأمْنَعُها الجُهَّالَ فهْيَ حبيبةٌ
جَرَى حُبُّها مَجْرَى دمِي في مفاصلي
مِن أبدع ما قيل في عشق الكتب
= ما أنشده ياقوت في "معجم الأدباء" 1/13 لبعضهم:
ومجموعةٍ فيها علومٌ كثيرةٌ
تَقَرُّ بما فيها عُيونُ الأفاضِلِ
ألَذُّ مِنَ النُّعْمَى وأحْلَى من المُنَى
وأحسَنُ مِن وجهِ الحبيبِ المُواصِلِ
حَكَتْ روضةً حاكتْ يدُ القَطْرِ وَشْيَها
ومَسَّكَ رَيَّاها نسيمُ الأصَائلِ
أطالعُها في كلِّ وقتٍ فأجْتَلِي
عقائلَ يُغْلِي مَهْرَها كُلُّ عَاقِلِ
وأمْنَعُها الجُهَّالَ فهْيَ حبيبةٌ
جَرَى حُبُّها مَجْرَى دمِي في مفاصلي


11.04.202501:05
كتب العلامة التفتازاني تُعلِّم العقل قبل العلم كما قال الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله.
وليس اعتباطا أنّ كتبه حظيت بالقبول التام في معاهد العلوم الإسلامية مشرقا ومغربا طيلة القرون الماضية، قبل أن تخرج علينا طغمةٌ من أدعياء التنوير والتجديد وخرِّيجي محافل الماسون، فزهَّدوا طلاب العلم في كتب هذا الإمام بدعوى أنها جافة ومعقّدة، فكان البديل هو سيلٌ من الكتب الإسهالية المليئة بالحشو والثرثرة، فتمرّ على الصفحات الطوال تقلبها واحدة بعد أخرى ولا تكاد تظفر بفائدةٍ ذات اعتبار !!.
أما تلك الكتب الدقيقة التي وصفوها ظلما بالجفاف والتعقيد = فعباراتها مكتنزة، كلُّ كلمة في موضعها، وكلُّ جملةٍ بحسبان، بل أيضا في مفهوماتها ومطويّاتها علم كثيرٌ.
وليس اعتباطا أنّ كتبه حظيت بالقبول التام في معاهد العلوم الإسلامية مشرقا ومغربا طيلة القرون الماضية، قبل أن تخرج علينا طغمةٌ من أدعياء التنوير والتجديد وخرِّيجي محافل الماسون، فزهَّدوا طلاب العلم في كتب هذا الإمام بدعوى أنها جافة ومعقّدة، فكان البديل هو سيلٌ من الكتب الإسهالية المليئة بالحشو والثرثرة، فتمرّ على الصفحات الطوال تقلبها واحدة بعد أخرى ولا تكاد تظفر بفائدةٍ ذات اعتبار !!.
أما تلك الكتب الدقيقة التي وصفوها ظلما بالجفاف والتعقيد = فعباراتها مكتنزة، كلُّ كلمة في موضعها، وكلُّ جملةٍ بحسبان، بل أيضا في مفهوماتها ومطويّاتها علم كثيرٌ.


10.04.202520:50


06.04.202500:49


30.03.202502:45


25.04.202501:29
عبارة (وآل الحسن) في هذه الطبعة مُصَحَّفة، وقد راجعتُ بعض مخطوطات شرح الخريدة للعلامة سيدي أحمد الدردير فإذا صوابها: (وآل الحِصْن) فهو تمثيلٌ للإضافة الممنوعة لغير العاقل.
والعلامة الدردير تبع هنا ما ذكره الشُمُنّي وغيره أن "آل" تختصّ بالذكور العقلاء ذوي الشرف.
لكن جاء إضافةُ "آل" لغير العاقل أيضا كقول عبد المطلب:
وانصر على آل الصليب
وعابديه اليومَ آلَكْ
وأضيف "آل" أيضا لغير المذكَّر، كقول زهير بن أبي سلمى:
أَمِن آلِ لَيلى عَرَفتَ الطُلولا
بِذي حُرُضٍ ماثِلاتٍ مُثولا
وقول كُثيِّر عَزّة:
أَمِن آلِ سَلْمى الرَسمَ أَنتَ مُسائِلُ
نَعَم وَالمَغاني قَد دَرَسنَ مَوائِلُ
وعليه فتلك القيودُ المذكورة أغلبية فقط.
والعربُ تطلق "آل" في ذوي الشرف كإطلاق (Von) عند الألمان للدلالة على الأصول النبيلة، نحو:
Joseph von Hammer
أو "De" عند الفرنسيس، نحو:
Louis XIV de Bourbon
والعلامة الدردير تبع هنا ما ذكره الشُمُنّي وغيره أن "آل" تختصّ بالذكور العقلاء ذوي الشرف.
لكن جاء إضافةُ "آل" لغير العاقل أيضا كقول عبد المطلب:
وانصر على آل الصليب
وعابديه اليومَ آلَكْ
وأضيف "آل" أيضا لغير المذكَّر، كقول زهير بن أبي سلمى:
أَمِن آلِ لَيلى عَرَفتَ الطُلولا
بِذي حُرُضٍ ماثِلاتٍ مُثولا
وقول كُثيِّر عَزّة:
أَمِن آلِ سَلْمى الرَسمَ أَنتَ مُسائِلُ
نَعَم وَالمَغاني قَد دَرَسنَ مَوائِلُ
وعليه فتلك القيودُ المذكورة أغلبية فقط.
والعربُ تطلق "آل" في ذوي الشرف كإطلاق (Von) عند الألمان للدلالة على الأصول النبيلة، نحو:
Joseph von Hammer
أو "De" عند الفرنسيس، نحو:
Louis XIV de Bourbon


23.04.202508:07
((ليس ثمة مدرسة كلامية - والمدرسة الأشعرية تستوي في ذلك مع سواها - يمكن أن تكون قطعةً جامدةً واحدةً.
وابن فُورَك يُشير مرارًا في "المشكل" إلى خلافاتٍ في المذهب، إشاراتٍ صريحة أحيانًا في قوله مثلا: "اختلف أصحابنا"، ومُبطَّنةً أحيانًا إذْ ينقل رأيَ بعض الأصحاب: "قد ذكر بعض أصحابنا"، و"قد قال بعضُ أصحابنا"، "مِن أصحابنا مَن قال".
إن الأمر الذي يجب بالحريِّ أن يُستغرَب هو أن لا يكون للمؤلف رأيه الخاص)).
● المستشرق الفرنسي القدير دانيال جيماريه، مقدمة تحقيق: (مشكل الحديث وبيانه) لابن فُورَك الأصبهاني، م44.
قلتُ: هذا كلامٌ مهمٌ جدا، وهو ينسف تلك التشغيبات الصبيانية التي تحاول النيل من المدرسة الأشعرية بدعوى وجود اختلافاتٍ بين أعلامها !!.
فغيرُ الطبيعي عند العقلاء ليس هو وجود الاختلافات، بل هو عدمُ وجودها، لاسيما في مدرسةٍ قائمةٍ على النظر العقلي ونبذ التقليد كالمدرسة الأشعرية، فمن يتوقّعُ من الباقلاني أو الجويني أو الغزالي أو الرازي أو الآمدي أن يكون جامدا ومقلدا لغيره فإنما يسيء إليهم ولا يقدر هؤلاء الأئمة حقّ قدرهم، بل لا يفهم أيضا السياقات التاريخية المؤثرة في تشكُّلِ الآراء والاجتهادات وتطوّرها.
وابن فُورَك يُشير مرارًا في "المشكل" إلى خلافاتٍ في المذهب، إشاراتٍ صريحة أحيانًا في قوله مثلا: "اختلف أصحابنا"، ومُبطَّنةً أحيانًا إذْ ينقل رأيَ بعض الأصحاب: "قد ذكر بعض أصحابنا"، و"قد قال بعضُ أصحابنا"، "مِن أصحابنا مَن قال".
إن الأمر الذي يجب بالحريِّ أن يُستغرَب هو أن لا يكون للمؤلف رأيه الخاص)).
● المستشرق الفرنسي القدير دانيال جيماريه، مقدمة تحقيق: (مشكل الحديث وبيانه) لابن فُورَك الأصبهاني، م44.
قلتُ: هذا كلامٌ مهمٌ جدا، وهو ينسف تلك التشغيبات الصبيانية التي تحاول النيل من المدرسة الأشعرية بدعوى وجود اختلافاتٍ بين أعلامها !!.
فغيرُ الطبيعي عند العقلاء ليس هو وجود الاختلافات، بل هو عدمُ وجودها، لاسيما في مدرسةٍ قائمةٍ على النظر العقلي ونبذ التقليد كالمدرسة الأشعرية، فمن يتوقّعُ من الباقلاني أو الجويني أو الغزالي أو الرازي أو الآمدي أن يكون جامدا ومقلدا لغيره فإنما يسيء إليهم ولا يقدر هؤلاء الأئمة حقّ قدرهم، بل لا يفهم أيضا السياقات التاريخية المؤثرة في تشكُّلِ الآراء والاجتهادات وتطوّرها.
10.04.202521:55
😶👆👆👆
كتابات هذا الرجل الذي توفي قبل أيام = ليست سوى ضربٍ من الشكّ الهَوَسي والاضطراب اللامنهجي والخيال الروائي المفتقر للأدوات العلمية الصحيحة، وهو في طرحه التشكيكي لا يقلُّ جنونا عن أطروحات تيار (المدرسة المراجعية Revisionnist school) الذين جعلوا ديدنهم التشكيكَ الراديكالي في كلِّ شيءٍ وقلْبَ المُسَلَّمات بلا براهين.
ومعلوم أن الادعاءات الاستثنائية، تحتاج إلى أدلةٍ استثنائية.
على أن فاضل الربيعي هذا لم يأت بجديدٍ أو إبداعٍ يُحسَبُ له، وإنما هو يردِّدُ أطروحات كمال الصليبي صاحب كتاب (التوراة جاءت من جزيرة العرب).
ومن يظنّ أنه بإشادته بهذه الأطروحات الشاذّة يدافع عن القضية الفلسطينية ضد مزاعم الصهيون.ية العالمية = فهو واهمٌ جدا، بل هو يفتح بابا للطعن في القرآن العزيز والتشكيك في قصصه من حيث لا يشعر.
ومن الغفلة الشديدة أن لا يعي الإنسانُ مآلاتِ كلامه ولوازمه القريبة أو البعيدة.
هذا جوابنا لمن يؤمن بالله ورسوله.
وأما يؤمن بالمناهج المادية والأدلة الأركيولوجية البحتة = فنسأله أيّ دليلٍ علمي أو أركيولوجي هذا الذي يجعلك تعتقد أن موسى وفرعون كانا في اليمن وليس في مصر المعروفة، أو أن (مكة المكرمة) كانت في بلاد صعدة، وليست مكة التي يعرفها كلّ الناس ؟!!!!.
ومنذ متى كان التشكيك لأجل التشكيك ( = السفسطة) إبداعا أو تميُّزا يستحق الإشادة ؟!!!.
كتابات هذا الرجل الذي توفي قبل أيام = ليست سوى ضربٍ من الشكّ الهَوَسي والاضطراب اللامنهجي والخيال الروائي المفتقر للأدوات العلمية الصحيحة، وهو في طرحه التشكيكي لا يقلُّ جنونا عن أطروحات تيار (المدرسة المراجعية Revisionnist school) الذين جعلوا ديدنهم التشكيكَ الراديكالي في كلِّ شيءٍ وقلْبَ المُسَلَّمات بلا براهين.
ومعلوم أن الادعاءات الاستثنائية، تحتاج إلى أدلةٍ استثنائية.
على أن فاضل الربيعي هذا لم يأت بجديدٍ أو إبداعٍ يُحسَبُ له، وإنما هو يردِّدُ أطروحات كمال الصليبي صاحب كتاب (التوراة جاءت من جزيرة العرب).
ومن يظنّ أنه بإشادته بهذه الأطروحات الشاذّة يدافع عن القضية الفلسطينية ضد مزاعم الصهيون.ية العالمية = فهو واهمٌ جدا، بل هو يفتح بابا للطعن في القرآن العزيز والتشكيك في قصصه من حيث لا يشعر.
ومن الغفلة الشديدة أن لا يعي الإنسانُ مآلاتِ كلامه ولوازمه القريبة أو البعيدة.
هذا جوابنا لمن يؤمن بالله ورسوله.
وأما يؤمن بالمناهج المادية والأدلة الأركيولوجية البحتة = فنسأله أيّ دليلٍ علمي أو أركيولوجي هذا الذي يجعلك تعتقد أن موسى وفرعون كانا في اليمن وليس في مصر المعروفة، أو أن (مكة المكرمة) كانت في بلاد صعدة، وليست مكة التي يعرفها كلّ الناس ؟!!!!.
ومنذ متى كان التشكيك لأجل التشكيك ( = السفسطة) إبداعا أو تميُّزا يستحق الإشادة ؟!!!.
10.04.202519:11
وشتان أيضا بين خطأ يكون سببُه السهوَ والغفلةَ، أو الاشتباهَ، أو دقّةَ المسألة، أو الاستقراءَ الناقص، أو التقليدَ، أو نحوها من مثارات الغلط التي لا يسلم منها آدميٌ غير معصوم، ولو كان من أكابر العلماء ونوادر الزمان.
وبين خطأ يكون سببُه قلةَ النباهة، وضعفَ المَلَكة، ومحدوديةَ الذكاء، وهشاشةَ التأسيس العلمي، وإذا نُبِّهَ على غلطه لا ينتبه، وإذا فُهِّمَ لا يفهم، وإذا رُوجِعَ لا يرجع، بل يُصمِّمُ ويكابرُ ويعاند !!.
ومن يتكرر منه النوعُ الثاني تكرُّرا فاحشا مع تلك المعاندة = فهذا ميئوسٌ منه، ويُكبَّرُ عليه أربعا وخمسا وسبعا، ويُدفن في أقرب مقبرةٍ من مقابر النسيان واللامبالاة.
وبين خطأ يكون سببُه قلةَ النباهة، وضعفَ المَلَكة، ومحدوديةَ الذكاء، وهشاشةَ التأسيس العلمي، وإذا نُبِّهَ على غلطه لا ينتبه، وإذا فُهِّمَ لا يفهم، وإذا رُوجِعَ لا يرجع، بل يُصمِّمُ ويكابرُ ويعاند !!.
ومن يتكرر منه النوعُ الثاني تكرُّرا فاحشا مع تلك المعاندة = فهذا ميئوسٌ منه، ويُكبَّرُ عليه أربعا وخمسا وسبعا، ويُدفن في أقرب مقبرةٍ من مقابر النسيان واللامبالاة.
05.04.202520:45
الكذب مراتب :
1. كذابٌ يكذب الكذبة، ويعلم أنه يكذب، وقد يُصدِّقُ كذبتَه أحيانا مِن كثرة ما يُسَوِّق لها !!.
2. حشودٌ من المُغفَّلين والمُسْتَغْفَلين الذين يُصدِّقون كذبةَ الكذاب، وهذا حالُ الدهماءِ من العامة، وكثيرٍ ممن يحسبون أنفسهم من الخاصة، وهم أحطُّ رتبةً من العوام.
3. جماعةٌ من المُتملِّقين والمتسلِّقين الذين ينتفعون بكِذْبة الكذّاب، بل يزيدون فيها تسعةَ أعشارٍ من الكذب بتملُّقِهم ونفاقهم.
4. جماعةٌ ممن يملكون الوعيَ الذي يؤهلهم لاكتشاف الحقيقة، لكنهم يسكتون جبنًا أو خوفا على دنياهم، ويلوذون بصمتٍ مُطبِقٍ يتقون به شرَّ الكذابِ الأشِر.
ثم بعد هؤلاء كلهم = توجد قلةٌ قليلةٌ ممن يملكون الوعي الكامل والشجاعة التامة ليجهروا بالحق، ولكنهم سيدفعون غاليا ثمنَ وعْيِهم وثمنَ شجاعتهم.
واعلم أنك ستجد هذه الأصناف أنَّى اتجهتَ، وحيثما التفَتَّ = ستجدها في السياسة، وستجدها في الاقتصاد والإدارات، وستجدها في المؤسسات العلمية والتعليمية، وستجدها في الحياة الاجتماعية العامة، وكلٌّ يعمل على شاكلته.
1. كذابٌ يكذب الكذبة، ويعلم أنه يكذب، وقد يُصدِّقُ كذبتَه أحيانا مِن كثرة ما يُسَوِّق لها !!.
2. حشودٌ من المُغفَّلين والمُسْتَغْفَلين الذين يُصدِّقون كذبةَ الكذاب، وهذا حالُ الدهماءِ من العامة، وكثيرٍ ممن يحسبون أنفسهم من الخاصة، وهم أحطُّ رتبةً من العوام.
3. جماعةٌ من المُتملِّقين والمتسلِّقين الذين ينتفعون بكِذْبة الكذّاب، بل يزيدون فيها تسعةَ أعشارٍ من الكذب بتملُّقِهم ونفاقهم.
4. جماعةٌ ممن يملكون الوعيَ الذي يؤهلهم لاكتشاف الحقيقة، لكنهم يسكتون جبنًا أو خوفا على دنياهم، ويلوذون بصمتٍ مُطبِقٍ يتقون به شرَّ الكذابِ الأشِر.
ثم بعد هؤلاء كلهم = توجد قلةٌ قليلةٌ ممن يملكون الوعي الكامل والشجاعة التامة ليجهروا بالحق، ولكنهم سيدفعون غاليا ثمنَ وعْيِهم وثمنَ شجاعتهم.
واعلم أنك ستجد هذه الأصناف أنَّى اتجهتَ، وحيثما التفَتَّ = ستجدها في السياسة، وستجدها في الاقتصاد والإدارات، وستجدها في المؤسسات العلمية والتعليمية، وستجدها في الحياة الاجتماعية العامة، وكلٌّ يعمل على شاكلته.


30.03.202501:31
كتاب "التوفيقات الإلهامية" لمحمد مختار باشا (ت 1897م) ليس كتابا تراثيا، ولا معنى لأن نفترض فيه إشكالية صحة النسبة أو عدمها، فهذه الإشكالية غير واردة أصلا، بل هو كتابٌ حديثُ التأليف، وطبع في حياة مؤلفه عام 1893م بالمطبعة الأميرية في بولاق.
والكتاب مهم جدا في بابه، واعتمد المؤلف فيه على حساباتٍ دقيقةٍ في المقارنة بين التقويمات الهجرية والميلادية والقبطية.
والكتاب مهم جدا في بابه، واعتمد المؤلف فيه على حساباتٍ دقيقةٍ في المقارنة بين التقويمات الهجرية والميلادية والقبطية.
Көрсөтүлдү 1 - 24 ичинде 79
Көбүрөөк функцияларды ачуу үчүн кириңиз.