ليس هنالكَ شيء يزعجني سوى أنني لستُ بمقدوري احتضان ضحكاتك. أجدها معاناةً أن لا ألمس شيئًا أحبه، أن تكوني قريبةً مني بكل تفاصيلك، لكنني لا أستطيع الوصول إليكِ. كل هذا البعد، وكل هذه المسافات، تبدو كاذبةً في عينيّ؛ لأنني في الحقيقة أعانقكِ بداخلي دومًا.
أتعلمين يا عزيزتي؟ قلبي لا يعرف المسافات، ولا يفهم معنى الغياب. أنتِ هنا، في كل نبضة، في كل ذكرى، في كل لحظة أغمض فيها عينيّ وأتخيلكِ بجانبي. ضحكتكِ هي النور الذي يضيء أيامي، حتى عندما تكون السماء ملبدةً بالغيوم.
لكن يا ليتني أستطيع أن أمسك بتلك الضحكات، أن أجعلها قريبةً مني، أن أشعر بها كما أشعر بقلبي ينبض داخلي. أتعلمين كم هو صعب أن تحب شيئًا ولا تستطيع لمسه؟ أن تحب روحًا تكون بعيدةً جسديًا، لكنها قريبةٌ جدًا من كل شيء فيكِ؟
فأنتِ يا من تسكنين أعماقي، تبقين دائمًا الأغنية التي يتكرر صداها داخلي، والذكرى التي لا تُنسى، والحلم الذي يلوح في الأفق، ينتظر اللحظة التي تصبح فيها حقيقةً. وحتى ذلك الحين، سأبقى أعانقكِ داخلي دائمًا.
عهد النعيمي
دمشق ٢٠٢٥,٢,٦