قال لها: براحتك حبيبتي!
بعد أيام أصبح كلام الحب والكلام الفاحش لا يفارقهما فتلك الداعية أمست مريضة القلب!!
ذبل وجهها، وانطفئ نور الإيمان في عينيها، أصبحت تتحرى وتنتظر دخوله إلى المسنجر..
مرّ يوم، يومان، لم يدخل وفي اليوم الثالث دخل فقالت له بلهفة وشوق اين أنت؟؟ انتظرتك كثيراً قلقت عليك.. قال هو: أنا بخير ولم يبادلها المشاعر التي اعتادت أن تراها منه..! فقالت له: مابك يا فلان..
لما تغيرت؟! هل أنا ضايقتك بأمر.. قال لا قالت اذاً ماذا ؟
قال لها أريد أن اراكِ أريد أن نلتقي ارجوكِ فلم أعد أستطيع أن أبعد عنكِ.. وأنا منذ يومين لم أدخل حتى لا اضايقكِ بطلبي هذا..
قالت له: كيف تراني وأين؟
قال: في الصباح حين تذهبين للكلية سأكون هناك أنتظرك قالت صعبة كيف ذلك.. أنا في حياتي لم أقابل رجل غريب أو اجلس معه بل في حياتي لم ير وجهي رجل أجنبي ولم يراني إلا محارمي!
قال لها: أنا زوجك مابك لا تخافي وأنا شخص التزمت، والله قد هداني صدقيني وأقسم لك انني لن أؤذيكِ ولن ألمس جزء منك!!
إطمأنت المسكينة قليلاً فوافقت، طلب هاتفها الخليوي لكي يستطيع أن يتصل بها، وعلى الموعد في الساعة التاسعة صباحاً ارتدت أجمل ما لديها من ثياب وزينت وجهها ببعض مساحيق التجميل ثم ويا للأسف ارتدت خمارها وعباءة الرأس، والقفازات والجوارب..!
وخرجت إلى الجامعة انزلوها أهلها وغادروا وكان هو بانتظارها.. دقَّ هاتفها وكانت رنته كدقة الموت على قلبها خافت ووجلت..
قال لها: انظري إلى تلك السيارة البيضاء المغيمة نوافذها..
كانت نوافذ السيارة سوداء مخيفة ، وكان لا يتضح من بداخل تلك السيارة .. اخذت خطواتها تتقدم لتلك السيارة وقلبها يرتجف وأطرافها ترتعد وركبت!!
فصمتت من الرهبة، قالت بصوت منخفض خائف السلام عليكم " قال الذئب" وعليكم السـلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً.. ماشاءالله تبارك الله لقد أصبت الإختيار ثبتك الله على الدين والطاعة يا غاليتي!!
هي صامتة قلبها يدق بسرعة وكأن الزمن سينتهي بدقات قلبها.. أخذ يدها وقال مابك خائفة؟ سحبت يدها وقالت ارجوك تحرك بسرعة قبل أن يرانا أحد.. أدار مقود السيارة، فاتجه إلى أحد المباني الكبيرة بها الشقق المفروشة للإيجار هناك حيث كاد أن يضيع العفاف لولا ستر الله ورحمته!
نزل هو من السيارة أخذها بيدها!! قالت أين، لم نتفق على ذلك! اتفقنا أن نجلس في السيارة فقط..
قال لا يا حبيبتي أريد أن أرى وجهك الجميل، كذلك حتى تطمئني انتِ ولا يراكِ أحد.. ساعة فقط وسأرجعك إلى الجامعة، إطمأنت قليلاً وركبت المصعد معه في لحظات خوف وترقب، ودخلا إلى الشقة..
قال لها: تفضلي يا حبيبتي! دخلت وبقلبها انقباض وخوفها من اللّٰه يقتلها وإلّا به يرفع خمارها عن وجهها!!! ويقول سبحان الخالق ما أجملك طبع قُبلة شيطانية على رأسها وأراد أن يقترب منها لينال ما يريد فأكبت باكية..!
قال لها لا تخافي أنتِ مع زوجك! قالت له أريد بعض الماء ، فذهب ليحضر الماء فأسرعت وفتحت الباب وخرجت!
أوقفت أحد السيارات وقالت له أرجوك أرجوك خذني من هنا،، وكان رجل تبدو عليه ملامح الإستقامة ركبت معه، باكية ، ضعيفة، منكسرة، قالت له كل ما حدث، ذكّرها بالله عزَّ وجلَّ وأن هذا من لطفه ورحمته أن أنقذك وجعل هذا الموقف موعظة وعبرة لكِ ولكل فتاة خدعها الذئاب وغرروا بها..
أنزلها إلى الجامعة، نزلت من السيارة منكسرة تجر خطى الذل وتترجع كأس الندم ولكأن هموم الدنيا بأجمعها على رأسها، ذهب رونق ذلك الوجه الإيماني و بدا شاحباً انهكته الذنوب والمعاصي..
بكت وندمت كثيراً وشكرت اللّٰه وحمدته بعد ذلك، أخرجت جهازها الحاسوبي من المنزل وكسرت شريحة الجوال وعادت لدروسها في المسجد وحلقاتها في الجامعة وجهودها الدعوية في الحي وبين صديقاتها تفتحت تلك الزهرة الذابلة من جديد لم تخبر أحداً بما حصل معها وظل شبح الماضي يخيفها ولكن بإيمانها ، وصبرها استطاعت أن تقف على رجليها مرة أخرى، وعاهدت اللّٰه عزّ وجل على التوبة والإنابة!
أخيتي..
هذا حال كثيرات ممن وقعن في وحل الرذيلة بسبب هذا الجهاز فأحسني استخدامه ولا تكوني ممن سقطن وفات عليهن الإصلاح، هذه قد ستر الله عليها وحفظها ربما لصلاحها أو بدعاء والديها..
ولكن أنتِ.. نعم أنتِ، تفكري جيداً ولا تقعي بما وقعت به هي فالجرة لا تسلم كل مرة، ارجعي أخيتي وغاليتي إلى اللّٰه وابدأي صفحة جديدة مشرقة وعاهدي الله عزّ وجل أن لا تعصيه أبداً..
ولتَكن لكنَّ عِبـرة لِئلا تُكلمنَ أحداً لأي سببٍ كان فكلهم ذئاب، ولو لم يكن كذٰلك لما كلّمكِ!!
اللهم احفظنا من فتن الدنيا اللهم الثبات الثبات
🖤🖤🥀🥀